الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريق تحقيق العبد للتقوى هو الصدق .

السؤال

كيف تتحقق التقوى في السر حتى يخلص العبد لربه، [المقصود] عند سؤال أهل العلم عن طريق الإخلاص يقال اتق الله أو ـالتقوىـ ولكن يمكن لأي مسلم أن يتقي الله في العلن كأن يصلي جماعة في المساجد ويراه الناس ولا يفعل المنكر أمام أعين الناس ولكن إذا ما خلى بنفسه فينسى مراقبة الله له فيعمل عمل أهل السوء وإذا ما اجتمع مع قوم أصبح مرة ثانية أمامهم كأنه متقٍ وهو ـ معاذ الله ـ قد يكون ألف المعصية، أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فطريق تحقيق العبد للتقوى هو الصدق، فإن الصدق جماع كل خير الصدق في النية والإرادة وذلك يرجع إلى الإخلاص، والصدق في العزم والوفاء به، والصدق في الأعمال وهو أن تستوي سريرته وعلانيته، قال مطرف رحمه الله: إذا استوت سريرة العبد وعلانيته قال الله عز وجل: هذا عبدي حقاً.
والصدق في مقامات الدين كالصدق في الخوف والرجاء والرضى والحب، فإن هذه مبادئ يطلق عليها الاسم بظهورها، ولها غايات وحقائق فالصادق من قام بحقائقها، ولنضرب مثلاً الخوف فما من عبد يؤمن بالله إلا وهو يخاف من الله خوفاً يصح أن يطلق على صاحبه اسم الخائف لكن ليس كل أحد يبلغ درجة الحقيقة في الخوف، فمن أظهر خوف الله أمام الناس ثم بارزه بالمعصية بعيداً عنهم لم يكن محققاً للصدق، ولا صادقاً في دعواه الخوف من الله.
وهكذا رجع الأمر كله إلى الصدق الموصل إلى الجنة ، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة... رواه البخاري ومسلم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني