الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أريد معلومات عن واقعة عساف النصراني التي ذكرها ابن كثير في البداية والنهاية ‏ج/ص‏:‏ .13/397‏
جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن كنت تريد إثبات القصة، فلا شك أنها ثابته لذكر ابن كثير لها في البداية والنهاية، وهو إمام من كبار الأئمة. وإن كنت تريد حقيقة الحكم الشرعي فيها، فراجع كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول لشيخ الإسلام ابن تيمية، فقد أطنب فيه في تأكيد أن السابَّ يقتل مهما كان حاله. وإن كنت تريد مجرد الحكاية، فهاهي كما ذكرها ابن كثير في البداية ج13ص335 حسب الطبعة التي عندنا، قال رحمه الله: واقعة عساف النصراني: كان هذا الرجل من أهل السويداء قد شهد عليه جماعة أنه سب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد استجار عساف هذا بابن أحمد بن حجي أمير آل علي، فاجتمع الشيخ تقي الدين بن تيمية الشيخ زين الدين الفارقي شيخ دار الحديث، فدخلا على الأمير عز الدين أيبك الحموي نائب السلطنة، فكلماه في أمره، فأجابهما إلى ذلك، وأرسل ليحضره، فخرجا من عنده ومعهما خلق كثير من الناس، فرأى الناس عسافاً حين قدم ومعه رجل من العرب، فسبوه وشتموه، فقال: ذلك الرجل البدوي هو خير منكم يعني النصراني، فرجمهما الناس بالحجارة وأصابت عسافاً، ووقعت خبطة قوية، فأرسل النائب فطلب الشيخين ابن تيمية والفارقي فضربهما بين يديه ورسم عليهما في العذراوية، وقدم النصراني فأسلم وعقد مجلس بسببه، وأثبت بينه وبين الشهود عداوة فحقن دمه، ثم استدعى بالشيخين فأرضاهما وأطلقهما، ولحق النصراني بعد ذلك بلاد الحجاز، فاتفق قتله قريباً من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم قتله ابن أخيه هنالك، وصنف الشيخ تقي الدين ابن تيمية في هذه الواقعة كتاب الصارم المسلول على ساب الرسول. انتهى. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني