الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من يتمنى أن تكون له أجنحة يطير بها في الجنة

السؤال

سألت أحد الشيوخ: هل إذا تمنيت أن يكون لي أجنحة في الجنة أطير بها -من باب المتعة- يحصل ذلك؟ فقال لي أنه يعتقد أنه لا يكون لي هذا، واستدل بحديث أننا في الجنة سنكون على صورة أبينا آدم. فهل كلامه صحيح أم يكون لي أجنحة إذا اشتهيت؟
أرجو منكم الإجابة، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن ذكرنا للأخ السائل أنه قد أكثر من التعمق، والخوض في نعيم الجنة، وشكله، وطبيعته، وذلك بالنظر إلى أسئلته السابقة، فننصحه بالكف عن مثل هذه الأسئلة، وأن يشغل نفسه بالسعي في تحصيل الجنة، وما يقربه إليها من قول، أو عمل، فذلك المتجر الرابح، والسعي الصالح الذي فيه يتنافس المتنافسون، وليس وراء مثل هذه الأسئلة عمل.

روى الإمام أحمد، وأبو داود: أن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- سمع ابنًا له يدعو، يقول: اللهم إني أسألك الجنة، ونعيمها، وبهجتها، وكذا، وكذا، وأعوذ بك من النار، وسلاسلها، وأغلالها، وكذا، وكذا. فقال: يا بني، إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: سيكون قوم يعتدون في الدعاء. فإياك أن تكون منهم، إنك إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها من الخير، وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر. وصححه الألباني.

وحَسْبُ السائل أن يعلم أن الله -سبحانه وتعالى- قد أخبرنا عن الجنة، فقال: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ {الزخرف:71}. وقال عز وجل في الحديث القدسي: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. متفق عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني