الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من تكفير من يقع بمعاصي دون الكفر

السؤال

أرجو أن يتسع وقتكم لطرح سؤالي، وهو من واقع الحياة:
دار نقاش موسع بيني وبين صديق لي عن الدخان، وأعلم في قرارة نفسي أنه حرام، ولكني هذه الأيام أدخن بشكل كبير، وأدعو الله أن أتخلص منه، ولكن صديقي في نقاشه لي وهو غير مدخن ينعتني بالكافر، وأني أستحق النار، فكيف أقنع صديقي من خلال أدلة وبراهين أنه ولو كنت أنا مخطئًا لكني لست كافرًا؛ لأني فشلت في إقناعه؟
أفيدوني -جراكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يوفقك، وأن يعافيك من بلاء التدخين.

واعلم أن تكفير المسلم دون حق جرم عظيم، وإثم جسيم، فصاحبك قد أساء إساءة عظيمة بتكفيرك، والجزم لك بالنار!

وطريقة إقناعه بسوء صنيعه: أن تبين له خطر التكفير، والجزمِ بالنار لمن يظهر الإسلام، وأن التكفير بمطلق المعاصي هو مذهب الخوارج المارقين، فليست كل مخالفة أو معصية تعتبر كفرًا توجب لفاعلها الكفر أو الخلود في النار، ولتشرح له أن من وقع في فعل كفري، لا يحكم عليه بعينه بالكفر، إلا باجتماع الشروط وانتفاء الموانع، فكيف بمجرد الوقوع في ذنب من الذنوب التي دون الكفر؟!

وراجع شرح هذه الجمل في الفتوى رقم: 721.

وراجع حول الإقلاع عن التدخين الفتوى رقم: 20739.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني