الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك الواجب معصية كفعل المحرم

السؤال

ابن تيمية: وَلَيْسَت التَّوْبَة من فعل السَّيِّئَات فَقَط كَمَا يظنّ كثير من الْجُهَّال، لَا يتصورون التَّوْبَة إِلَّا عَمَّا يَفْعَله العَبْد من القبائح؛ كالفواحش والمظالم.
بل التَّوْبَة من ترك الْحَسَنَات الْمَأْمُور بهَا أهم من التَّوْبَة من فعل السَّيِّئَات الْمنْهِي عَنْهَا، فَأكْثر الْخلق يتركون كثيرًا مِمَّا أَمرهم الله بِهِ من أَقْوَال الْقُلُوب وأعمالها، وأقوال الْبدن وأعماله، وَقد لَا يعلمُونَ أَن ذَلِك مِمَّا أمروا بِهِ.
هل سبق لأحد القول بمثل قول ابن تيمية؟ وهل هذا صحيح بأن التوبة تجب من ترك الحسنات المأمور بها ... إلخ؟
أرجو البيان الواضح.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذا الكلام بدهي لا يحتاج إلى البحث عن قائل له قبل شيخ الإسلام -رحمه الله-، وذلك أن ترك الواجب معصية كفعل المحرم، وقد اختلف الناس في أيهما أعظم فعل المحظور أو ترك المأمور؟ وليس هذا موضع هذا الخلاف، غير أنهم لا يختلفون أن ترك الطاعة الواجبة ذنب يوجب التوبة إلى الله تعالى، فمن ترك من أعمال القلوب ما يجب عليه؛ كأن ترك الخوف الواجب من الله، أو التوكل الواجب على الله، أو نحو ذلك -وجب عليه أن يتدارك هذا الذنب بتوبة نصوح، وكذا من ترك واجبًا من أعمال الجوارح؛ كالصلاة الواجبة، أو الصوم الواجب، ومن ترك واجبًا ماليًّا؛ كأداء الزكاة الواجبة، ونحو ذلك -فلا يختلف المسلمون في أنه آثم مذنب يجب عليه أن يتدارك هذا الذنب بتوبة نصوح تمحو أثر ذلك الذنب، وهذا من الوضوح بحيث لا يحتاج إلى مزيد بيان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني