الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إعطاء السائل ابتغاء الدعاء للمعطي

السؤال

أدفع للمتسولين في أزقة الشوارع مبالغ بسيطة لسبب واحد، وهو كلمة: الله يرزقك، والله يوفقك، ومن مال الله.... فهل يحسب الأمر لله وللأجر؟ أم هو حرام وغير مباح شرعا، لشكي أنه يسأل من غير حاجة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإعطاء السائل إذا لم يغلب على الظن كذبه مشروع، وأما إذا تبين كذبه ـ وأنه يسأل وعنده ما يكفيه ـ فلا يجوز إعطاؤه لأن هذا من إعانته على ظلم نفسه، وانظر الفتويين رقم: 108996، ورقم: 167487.

وأما إذا شككت: فالأصل قبول دعوى مدعي الفقر، ولا يكلف البينة على ذلك، وانظر الفتويين رقم: 101815، ورقم: 45055.

وأما إعطاؤه لأجل أن يدعو لك: فلا بأس به، فإنه يشرع لك أن تبدأه بالإعطاء بغرض الثواب الدنيوي ـ وتكون هدية. ـ قال الكشميري في فيض الباري: ولا بد من الفرق بين الهدية والصدقة للفرق بين أحكامهما، حلا وحرمة، فقالوا: إن المقصود أولا في الهدية المهدى إليه، وإن حصل الثواب آخران، والمقصود من الصدقة هو التقرب إلى الله أولا، وإن رضي المهدى إليه آخرا أيضا. انتهى.

فإذا جاز الإعطاء لغرض دنيوي، فأولى أن يجوز لأجل أن يدعو لك، ويمكنك أن تضيف إلى ذلك نية الصدقة عليه وإغنائه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني