الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الذي حدث لقرية أهل الكهف في فترة رقودهم؟

السؤال

لدي سؤال فضيلة الشيخ بحثت عن إجابته في العديد من المقالات والكتب التاريخية والدينية لكني لم أجد له جوابا أو حتى أحدا طرح هذا السؤال.
سؤالي متعلق بواقعة أهل الكهف وهو: ما الذي حدث للقرية الكافرة التي هرب منها أهل الكهف بين الفترة التي ناموا فيها والفترة التي استيقظوا فيها؟ فالمعلوم فضيلة الشيخ أن أهل الكهف فروا من القرية للنجاة بإيمانهم من أهلها الكفار وملكها الجبار، وعندما استيقظوا بعد 309 سنين وجدوا أهلها مؤمنين وملكها صالحا فما الذي حدث في تلك القرية حتى انقلب حال أهلها, هل بعث فيهم الله رسولا فإن كان كذلك فمن هو؟ أم أن الله أخرج أهل الكهف من تلك القرية كي يهلكها وأتى بقوم مؤمنين يعمرونها من بعدهم؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يوجد لدينا خبر معصوم يُستند إليه في ذلك، وإنما هي أخبار بني إسرائيل، ومما ورد في ذلك ما أخرجه الطبري في تاريخه عن عكرمة، قَالَ: كان أصحاب الكهف أبناء ملوك الروم، رزقهم الله الإسلام، فتفردوا بدينهم، واعتزلوا قومهم، حتى انتهوا إلى الكهف، فضرب الله على سماخهم فلبثوا دهرا طويلا، حتى هلكت أمتهم، وجاءت أمة مسلمة، وكان ملكهم مسلما، واختلفوا في الروح والجسد، فقال قائل: تبعث الروح والجسد جميعا، وقال قائل: تبعث الروح، وأما الجسد فتأكله الأرض، فلا يكون شيئا فشق على ملكهم اختلافهم، فانطلق فلبس المسوح، وجلس على الرماد، ثم دعا الله عز وجل، فقال: يا رب، قد ترى اختلاف هؤلاء، فابعث لهم ما يبين لهم، فبعث الله أصحاب الكهف....

وجاء في البدء والتاريخ لابن طاهر المقدسي: ولما ملك دقيانوس دعا إلى المجوسية ومن أبى عليه قتله ففر هؤلاء الفتية حتى دخلوا الكهف وتبعهم دقيانوس فكان الكهف لا منفذ له فسد عليهم الباب وكتبوا كتابا فيه أسماؤهم وأسماء آبائهم يوم دخولهم الكهف وألصقوه ببابه قالوا وهلك دقيانوس وتغيرت الأحوال وقام ملك مسلم اسمه بيدوسيس... انتهى.

وظاهر هذا أن الأمة بادت، ونشأ غيرها، ولم يذكر صفة ذلك.

وعلى الجملة، فالدين مكتمل، وقصص القرآن والسنة تغني عن غيرهما، وفيهما ما يكفي للاعتبار، فلا داعي للبحث في غيرهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني