الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم كتابة أو التلفظ باسم شخص معبد لغير الله

السؤال

ما حكم من كتب اسم شخص وفي اسم الشخص معنى كفري (مثل اسم عبد النبي أو أي اسم كفري آخر)؟ وما حكم الشخص إذا تلفظ اسم من في اسمه معنى كفري؟ هل يأثم أو يكفر الشخص بسبب هذه الأفعال؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن إنشاء التسمية بالتعبيد لغير الله محرمة ـ وليست بمجردها كفرا ـ وأما الإخبار باسم من سمي بذلك ـ كتابة أو لفظا ـ فهو سائغ، ولا إثم على فاعله.

قال ابن القيم عن الأسماء : وأما المكروه منها والمحرم فقال أبو محمد بن حزم اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله كعبد العزى وعبد هبل وعبد عمرو وعبد الكعبة وما أشبه ذلك حاشا عبد المطلب. انتهى فلا تحل التسمية بعبد علي ولا عبد الحسين ولا عبد الكعبة، وقد روى ابن أبي شيبة حديث يزيد بن المقدام بن شريح عن المقدام بن شريح عن أبيه عن جده هانئ بن يزيد قال: وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قوم فسمعهم يسمون عبد الحجر فقال له ما اسمك فقال عبد الحجر، فإن قيل كيف يتفقون على تحريم الاسم المعبد لغير الله وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال
(أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب)

فالجواب: أما قوله أنا ابن عبد المطلب فهذا ليس من باب إنشاء التسمية بذلك وإنما هو باب الإخبار بالاسم الذي عرف به المسمى دون غيره، والإخبار بمثل ذلك على وجه تعريف المسمى لا يحرم، ولا وجه لتخصيص أبي محمد بن حزم ذلك بعبد المطلب خاصة، فقد كان الصحابة يسمَّون بني عبد شمس وبني عبد الدار بأسمائهم ولا ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، فباب الإخبار أوسع من باب الإنشاء، فيجوز ما لا يجوز في الإنشاء. اهـ. باختصار من تحفة المودود.

وقال ابن عثيمين ـ تعليقا على قوله صلى الله عليه وسلم: يا عباس بن عبد المطلب، لا أغني عنك من الله شيئا ـ: كيف يقول النبي صلى الله عليه وسلم: عبد المطلب مع أنه لا يجوز أن يضاف عبد إلا إلى الله ـ عز وجل ـ؟ فالجواب: إن هذا ليس إنشاء، بل هو خبر؛ فاسمه عبد المطلب، ولم يسمه النبي صلى الله عليه وسلم، لكن اشتهر بعبد المطلب، ولهذا انتمى إليه الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فقال:
أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب
فلو فرض أن لك أبا يسمى عبد المطلب، أو عبد العزى؛ فإنك تنتسب إليه، ولا يعد هذا إقرارا، ولكنه خبر عن أمر واقع؛ كما لو قلت: كفر فلان، ونافق فلان، وما أشبه ذلك. اهـ. من القول المفيد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني