الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضابط الاستهزاء الذي يكون كفرا

السؤال

في يوم كنت أنا وأختي نشاهد فيلما، فيه جزء لا أعلم هل يعد استهزاء بالدين أم لا؟
(كانت هناك فتاة صاحبت ملتزمات، وتأثرت بهن، فأصبحت ملتزمة، وكانت تلبس عباءة على الرأس، وقفازات، وتمسك كل شيء في المنزل وتقول: هذا حرام، مثلا: الأباجورة هذه حرام، المرآة هذه حرام، وتسقطها على الأرض وهكذا، وتقوم بتكسير الآثار، وتقول بأنها أصنام)فكنا نضحك أنا وأختي.
هل هذا يعد استهزاء بالدين؟ وإذا كان كذلك فهل نكفر، مع العلم أن هذا كان قبل سنتين تقريبا من معرفتي بالاستهزاء بالدين وحكمه، حتى إنني بعد ما علمت، أصبحت أسأل عن أي شيء، خوفا من أن يكون استهزاء بالدين، وأكون قد كفرت؟
وللأسف في مرة قلت لأختي الكبرى أن تشاهد هذا الفيلم، ولو كنت أعلم أن هذا يعد من الاستهزاء بالدين، وأن حكمه الكفر لما شاهدته، ولا قلت لأختي أن تشاهده، ولكن هذا ما حصل، وأنا لا أعلم هل أختي الكبرى ضحكت أم لا؟ فهل تكفر هي أيضاً؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فليس ضحككما على هذه المشاهد من الاستهزاء بالدين؛ لأن الظاهر أنكما ضحكتما من تنطع تلك الفتاة وغلوها، وضابط الاستهزاء المخرج من الملة، مبين في الفتوى رقم: 137818.

ومن الواضح من أسئلتك، أن الوسواس، وخاصة في هذا الباب، قد تمكن منك تمكنا عظيما، وبلغ منك مبلغا كبيرا، ومن ثم فنحن ننصحك بالإعراض عن الوساوس، وتجاهلها، وعدم الالتفات إليها؛ فإنه لا علاج للوساوس سوى هذا، ولو لم تعرضي عن هذه الوساوس، واستمررت في الاسترسال معها؛ فإن ذلك سيفضي بك إلى شر عظيم، وأنت على خير -إن شاء الله- ما دمت تجاهدين هذه الوساوس، وتسعين في التخلص منها، وانظري الفتوى رقم: 147101.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني