الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلم قبل القول والعمل

السؤال

مشكلة قديمة حديثة, كلما حل فصل الصيف نجد صعوبة في صلاة العشاء, علماً بأن وقتها يصل إلى00:15 ليلاً. وهذا شاق علينا جميعاً، لهذا انقسم المسلمون هنا في أوروبا إلى قسمين: قسم يجمع بين المغرب والعشاء جمع تقديم, وقسم يحدد الوقت في ساعة ونصف بعد المغرب ثم يصلي العشاء, وهذا يسبب لنا بلبلة كثيرة في المساجد, فما هو الحل الصحيح، أفيدونا أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فللأسف فإن كلا الفريقين مخطئ، فلا هؤلاء أصابوا، ولا أولئك أصابوا، وإنما الواجب عليكم جميعاً أن تصلوا كل صلاة في و قتها مهما تأخر غروب الشمس، ومهما كان الوقت بين العشاء والفجر قصيراً، ولا يجوز لكم أن تجمعوا بين الصلاة لهذه العلة ولا أن تقدروا زمناً باجتهادكم ثم تصلوا العشاء، ولمزيد من الفائدة نوصي بمراجعة الفتوى رقم: 18219، ونذكركم بأن الله تعالى قال في كتابه: فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43]، فإذا عرضت للمرء مسألة يجهل حكمها فعليه أن يبادر بالسؤال لا أن يجتهد بنفسه، ويعمل بغير علم؛ بل كما ترجم البخاري رحمه الله في صحيحه فقال: باب العلم قبل القول والعمل، ثم قال رحمه الله: لقول الله تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فبدأ بالعلم. انتهى.

وقد نقل الحافظ ابن حجر في فتح الباري عن سفيان الثوري رحمه الله أنه تلاها -أي الآية السابقة- فقال: ألم تسمع أنه بدأ به فقال: اعلم، ثم أمره بالعمل؟. انتهى. والحاصل أن الإنسان عليه أن يتعلم قبل أن يعمل، وإنما شفاء العي السؤال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني