الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ذبح ذبيحة عند شراء سيارة أو بيت لدفع الشر

السؤال

هل يجوز ذبح طيور أو أرنب عند شراء سيارة جديدة بسبب حدوث أعطال كثيرة غير منطقية بها وإعطاء هذا الطير بعد ذبحه لشخص محتاج بدلا من الخروف أو الماعز، لعدم القدرة المادية على شراء ذبيحة حالياً؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

فقد جرت عادةُ الجهلة من الناس بذبح ذبيحة عند شراء سيارة أو بيت أو نحو ذلك، اعتقادا منهم أن هذا الفعل يدفع العين أو الشر الواقع أو المتوقع، ولا شك أن هذا أمر ليس مشروعا، بل هو محرم، قال الشيخ العلامة ابن عثيمين: الواجب الحذر من بعض العقائد التي يؤمن بها كثير من الناس، فيقولون: إنه لا بد لحفظ البيت الجديد، أو السيارة الجديدة من التقرب بالذبح وتلطيخه بدم المذبوح، وأن الأرواح الشريرة لا تنكفئ عنك إلا بذلك، وإلا فسرعان ما تزول النعمة، وهذا اعتقاد جاهلي لا يصدر عمن يؤمن بالله ربا يملك النفع والضر، وبيده الخلق والأمر، ويعلم أنه لا يجوز التقرب بالنسك والعبادة إلا لوجه الله سبحانه وتعالى. اهـ.

وسئل علماء اللجنة الدائمة: عما اعتاده كثير من الناس أن الذبح على عتبة المنزل الجديد وقبل دخوله من أهم الأسباب لدفع العين، ولجعل البيت مباركاً، ولتجنب المآسي والحوادث غير المستحبة... فأجابوا: إذا كانت هذه العادة ـ أي: الذبح عند عتبة البيت الجديد ـ من أجل إرضاء الجن وتجنب المآسي والأحداث الكريهة: فهي عادة محرمة، بل شرك، وهذا هو الظاهر من تقديم الذبح على النزول بالبيت، وجعله على العتبة على الخصوص. اهـ.

وبناء على ما سبق، فلا يجوز ـ أختي السائلة ـ أن تذبحي ذبيحة لا شاةً ولا أرنباً ولا دجاجاً ولا غيرها لدفع ما ترينه من أشياء غريبة في السيارة، وبدلا من ذلك لازمي قراءة القرآن، وواظبي على أذكار الصباح والمساء، ودعاء الله عز وجل بالحفظ ودفع السوء والمكاره عنك وعن بيتك وأهله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني