الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

كنت مرة تحت تأثير الحشيش في أمريكا وحدث لي إلهام أفتاني به أحد المفتين في بلادي أنه إلهام من الله عز وجل، وهو عبارة عن تكليم ينص على زواجي من فتاة معينة لها علاقة بالمرض ولا يمكنني رفض هذا الزواج، وأنا مصاب بالفصام وأحيانا أشعر بحالة قرب من الله عز وجل في القلب بخصوص الزواج منها، فهل كلامه صحيح؟ وهل إذا كان إلهاما فأنا مجبر بالزواج من تلك الفتاة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس لهذا الشيخ الجزم بأن هذا إلهام من الله تبارك وتعالى، فإن هذا من الغيب، والغيب لا يعلمه إلى الله، وإن كان هذا قد حدث وأنت تحت تأثير الحشيش، فهو إلى إلهام الشيطان أقرب منه إلى إلهام الرحمن، فيكون بذلك استدراجا، والاستدراج يكون مع المعاصي، ففي الحديث الذي رواه أحمد عن عقبة بن عامر ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب، فإنما هو استدراج.

ولا يبعد أن يكون ذلك من خواطر النفس، وعلى كل تقدير، فلا ينبني على ذلك شيء، فلا يلزمك الزواج من هذه الفتاة، والواجب عليك أن تتوب إلى الله عز وجل مما حدث منك من تعاطي الحشيش، فهو محرم، لكونه في معنى الخمر، وراجع فيه الفتوى رقم: 133387.

وإذا كانت هذه الفتاة صالحة وأمكنك الزواج منها فهو أمر حسن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني