الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جاهد نفسك ترزق سبل الهداية

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمابعد...
أنا طالب في الثانوية لو تنظرون إلى شكلي الظاهري يبدو عليه الالتزام وأنا عكس ذلك، أحاول أن ألتزم فلا أستطيع حتى أنني أصاحب الملتزمين، لعل وعسى أن ألتزم، أنا لا أتظاهر بالالتزام، بل أحاول أن ألتزم، فما الحل؟ أفيدوني وأغيثوني فأنا أخشى أن أموت على هذه الحالة وأحشر مع المنافقين والعياذ بالله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الالتزام هو: وفاء العبد بما ألزم به شرعًا وكلف به من امتثال أوامر الله عز وجل والكف عن نواهيه. وهو ليس أمرًا اختياريّا بحيث يأخذ العبد منه ما وافق هواه ويرفض ما خالفه. لذا فالواجب عليك وعلى كل مكلف امتثال أوامر الله تعالى ظاهرًا وباطنًا، فتؤدي فرائضه وتكف عن محارمه وتقف عند حدوده. وأن تجاهد نفسك على ذلك وتعصي هواك. وتأخذ بالأسباب التي من شأنها أن تعينك على ذلك ومنها: مجالسة أهل الصلاح والتقوى، والبعد عن قرناء السوء، وهجر أماكن اللهو واللعب والإثارة والله عز وجل يقول: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا[العنكبوت:69] ويقول أيضًا: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى[النازعـات:40، 41]. نسأل الله أن يعيننا جميعًا على تقواه، وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة. وعليك بمحاولة الالتزام ومرافقة الملتزمين، فإن ذلك مطلوب شرعًا لأنه من وسائل علاج ضعف الإيمان، ولا تلتفت إلى ما يوسوس لك به الشيطان، يريد صدك عن الهدى والاستقامة. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني