الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رد شبهة حول قبول توبة العبد

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إنني أقرأ كثيرا في بعض إجابات الشيوخ عند السؤال عن التوبة قيل: قبل الله توبته غفر الله ذنبه، سؤالي: إن التائب لا يكون تائبا إلا بعد ندم وعزم على هجر المعاصي، فكيف يعرف التائب أن الله قبل توبته؟ وما معنى قول إذا قبل الله توبته؟ وهل التائب الذي لم يحد في الدنيا وكان صادق التوبة، هل سيعذب في البرزخ وفي الآخرة؟ ولكم الشكر وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن قول المشايخ إذا قبل الله تعالى توبة العبد غفر ذنبه. قول صحيح، لأن العبد إذا لم تقبل توبته لن يغفر ذنبه، والقبول بيد الله تعالى، ومتعلق بمشيئته سبحانه وتعالى لا رادّ لقضائه ولا معقب لحكمه، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وهو سبحانه وتعالى لا يتقبل إلا من المخلصين، كما قال تعالى: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة: 27]. ولا شك أن الله تعالى يغفر لمن تاب إليه وأناب، وهو سبحانه يقول عن نفسه:غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْب[غافر: 3]. وهذا لمن حصل شروط التوبة. وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة في الفتوى رقم: 5646. وأما كيف يعرف التائب أن الله تعالى قبل توبته فمن ذلك أن يصلح حاله ويستقيم أمره بعد التوبة، ويوفق لعمل الخير وحبه وتجنب العصيان وبغضه. ولمزيد من الفائدة والتفصيل عن هذا الموضوع نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 5450. فالتائب إذا أخلص التوبة واستكمل شروطها، فإن الله تعالى يقبل توبته، ولو لم يقم عليه الحد في الدنيا، ونتيجة لذلك، فإنه لا يعذب في البرزخ ولا في الآخرة، لأن الله تعالى يقول عن هؤلاء وأمثالهم: فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً[الفرقان: 70]. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني