الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعوة ذي النون.. وشروط تحقق الاستجابة لمن دعا بها

السؤال

هل كل من يقول "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" يستجاب له الدعاء؟ وماذا عن الذي قالها بإخلاص ولم يستجب الله دعاءه؟ هل يزيد ذلك من حسناته؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد روى الإمام الترمذي وغيره عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له. ففي هذا الحديث أن المسلم إذا دعا بدعوة ذي النون - يونس عليه السلام - لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين استجاب الله دعاءه، ولكن هذه الاستجابة موقوفة على تحقق شروط وانتفاء موانع. وقد بينا شروط وموانع إجابة الدعاء في الفتاوى التالية أرقامها: 11571، 2395، 21386، 23599 13728، 32438. ومن هذه الفتاوى تعلم أن الدعاء متى تخلف عنه شرط من هذه الشروط أو وجد به مانع لم يكن مستحقًا للإجابة، وأنه متى تحققت فيه شروط الإجابة وانتفت موانعها فإن الله تعالى يجيبه عاجلاً في الدنيا أو آجلاً في الآخرة، بأن يعطي الداعي حسنات في مقابل دعوته، أو يصرف عنه من السوء مثل دعوته، لما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها. رواه أحمد والحاكم. قال الإمام ابن عبد البر : هذا الحديث يخرج في التفسير المسند لقول الله عز وجل: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ[غافر:60]، فهذا كله من الاستجابة، وقد قالوا: كرم الله لا تنقضي حكمته. ولذلك لا تقع الإجابة في كل دعوة. قال الله عز وجل: وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ[المؤمنون:71]. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني