الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى صحة القول بأن ثمانين في المائة من الصحابة قتلوا في سبيل الله

السؤال

سمعت من شيخين أن 80 بالمائة من الصحابة قتلوا في سبيل الله. هل هذا صحيح؟ وإذا كان صحيحا فكيف بقي منهم 120ألفا بعد وفاة الرسول؟ أي كان عددهم مليونا، وهذا لم يقله أحد.
أم أن هذه النسبة قتلت في معركة مثلا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذه النسبة التقريبية لشهداء الصحابة قد ذكرها اللواء الركن محمود شيت خطاب في كتابه: قادة النبي صلى الله عليه وسلم (642- 644) ، فقال : بلغت نسبة الشهداء وبخاصة من الصحابة رضي الله عنهم ثمانين بالمئة، وهي نسبة عالية جدا لا مثيل لها في تاريخ الحرب قديما وحديثا ... والذين يبحثون في مصادر الصحابة عليهم رضوان الله، يجدون واحدا من كل خمسة منهم مات على فراشه، وأربعة استشهدوا في ميادين الجهاد! .اهـ.

ولم نجد أحدا قبله قال به ، ولم نعثر في كتب التاريخ والسير على ما يؤكده أو يعارضه ، وعلى أي حال فظاهر من كلامه أن هذه النسبة إنما هي لشهداء الصحابة مطلقا -في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد موته-، وليست مختصة بنسبة الشهداء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم . فالإشكال الذي ذكرته غير وارد أصلا.

وأما عدد من بقي من الصحابة بعد النبي صلى الله وسلم : فليس هناك تعداد مقطوع به ، وإنما يذكر أهل العلم أرقاما تقريبية ، لذا تتفاوت فيما بينها تفاوتا بينا، وانظر الفتوى رقم: 29901 ، ومن أوسع من تتبع الأقوال في هذه المسألة هو السخاوي في كتابه: فتح المغيث. -ولم ننقل كلامه لطوله-

وراجع للفائدة الفتوى رقم: 203374 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني