الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المفاضلة في وضع صدقة التطوع

السؤال

من الأولى بالصدقة هل التبرعات للمستشفيات؟ أم بناء المساجد؟ أم الجمعيات الخيرية؟ أم للسائلين من الأفراد ؟ وهل الدعاء بدون ذكر لفظ الجلالة يعتبر دعاء؟ مثل عبارة " يخرب بيتك يا فلان" بدون ذكر لفظ يارب أو يا الله . جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فالأولى إن أمكن أن يُجْمَعَ بين التَّصَدُّقِ في أبواب الخير المذكورة كلها ، فيجعلُ المُتَصَدِّقُ جُزْءًا من الصدقة في بناء المساجد، وجُزْءًا في بناء المستشفيات، وآخر على الفقراء السائلين، وبهذا ينال ثواب الجميع، وإن تعذر الجمعُ فيُتصدق فيما كان أكثر حاجة، فالسائل الفقير الذي لا يجد من يتصدق عليه أولى بالتصدق من بناء المستشفيات أو المساجد التي قد تجد من يهتم بها من الأثرياء أو المؤسسات الخيرية أو الحكومات، والمسجد الذي يحتاجه الناس ولا يوجد من يتصدق في بنائه أولى من السائل الفقير الذي يكون في بيئة يتسابق الناس فيها إلى سد حاجته.

قال البهوتي الحنبلي في كشاف القناع عن المفاضلة في صدقة التطوع: وفِي أَوْقَاتِ الْحَاجَةِ أَفْضَلُ مِنْهَا فِي غَيْرِهَا، لِقَوْلِهِ تَعَالَى {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} [البلد: 14] .. اهـــ
وقول" يخرب بيتك " يعتبر دعاء ولو لم يتلفظ بلفظ الجلالة ما دام ينوي بذلك دعاء الله تعالى، ولا يجوز الدعاء على مسلم بخراب البيت؛ لأن هذا من الاعتداء في الدعاء، ويتنافي مع التوجيه الرباني { ... وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ... } [سورة البقرة:83].

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني