الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التسمية بـ: شامل الإحسان، وضياء النهار

السؤال

هل يجوز التسمية بالأسماء كشامل الإحسان، وضياء النهار؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فقد بينا ضوابط الأسماء الممنوعة والمكروهة في الإسلام، في الفتوى رقم: 12614. وما أحيل عليه فيها، وبخصوص الاسمين المذكورين لم نجد كلاما للعلماء في حكم التسمي بهما، ولكن الاسم المذكور "شامل الإحسان" الذي يظهر أنه لا ينبغي التسمي به لما فيه من مدح وتزكية مبالغ فيهما، فهو أولى بالتغيير من اسم "بَرَّة" الذي غيره النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «لَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ، اللهُ أَعْلَمُ بِأَهْلِ الْبِرِّ مِنْكُمْ» فَقَالُوا: بِمَ نُسَمِّيهَا؟ قَالَ: «سَمُّوهَا زَيْنَبَ» رواه مسلم.

وشامل الإحسان يعني أن إحسانه عامٌّ، عَمَّ إحسانُهُ كلَّ أحد، وعمَّ إحسانه كل شيء صنعه، وهذه تزكية ظاهرة لا تقل عن التزكية الموجودة في اسم برة؛ بل أكبر منها، فالله تعالى هو الذي يستحق هذا الوصف، فقد أحسن كلَّ شيءٍ خَلَقَهُ، وأحسن إلى خلقه جميعا بالنعم الظاهرة والباطنة. ومن أسمائه تعالى: المحسن، وجاء في الحديث عن سمرة بن جندب، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنّ الله تعالى مُحْسِنٌ، فأحْسِنُوا. رواه ابن عدي في "الكامل" وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وأما اسم " ضياء النهار" فلا يخلو من مبالغة؛ لذا فالأولى التسمية بغيره من الأسماء التي تخلو من ذلك؛ كأسماء الأنبياء وغيرها، وراجع بخصوص ذلك الفتويين التاليتين : 10793، 308656.

وإننا لنتعجب ما الذي يحملُ الناسَ على التسمي بمثل هذه الأسماء المتكلفة الحادثة؟؟! وفي الأسماء المباحة كثير يغني عنها.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني