الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المقصود بتحقيق التوحيد

السؤال

الإخوة الأفاضل: أسمع من العلماء أن من أسباب النجاة من النار: تحقيق التوحيد، والتوبة فورًا من الكبائر -إن وقع فيها-، فما المقصود بتحقيق التوحيد عمليًّا؟ وكيف ذلك؟ وهل التوبة مهما عظم الذنب، تنجي من عذابي القبر، وجهنم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن تحقيق التوحيد، والتوبة النصوح، من أسباب النجاة من عذاب الله في الدنيا والآخرة.

والمقصود بتحقيق التوحيد: تخليصه، وتصفيته من شوائب الشرك، والبدع، والمعاصي، قال الشيخ العثيمين في شرحه لكتاب التوحيد: وتحقيق التوحيد: تخليصه من الشرك، ولا يكون إلا بأمور ثلاثة:

الأول: العلم; فلا يمكن أن تحقق شيئًا قبل أن تعلمه، قال الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}.

الثاني: الاعتقاد، فإذا علمت ولم تعتقد، واستكبرت، لم تحقق التوحيد، قال الله تعالى عن الكافرين: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}، فما اعتقدوا انفراد الله بالألوهية.

الثالث: الانقياد، فإذا علمت واعتقدت، ولم تنقد، لم تحقق التوحيد، قال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ}.

فإذا حصل هذا، وحقق التوحيد; فإن الجنة مضمونة له بغير حساب، ولا يحتاج أن نقول: إن شاء الله؛ لأن هذا حكاية حكم ثابت شرعًا؛ ولهذا جزم المؤلف -رحمه الله تعالى- بذلك في الترجمة دون أن يقول: إن شاء الله.

أما بالنسبة للرجل المعين، فإننا نقول: إن شاء الله. انتهى.

والتوبة النصوح بشروطها من أسباب مغفرة الذنوب، وزوال العقوبات في الدنيا، والبرزخ، والآخرة.

وينظر للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 33638، 172945، 325690.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني