الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوجهة الصحيحة للخوف من الموت

السؤال

في أوقات كثيرة أشم رائحة بها رهبة ينقبض القلب منها، لا أستطيع تفسيرها إلا أنها رائحة الموت، بلغت بي الدرجة أني خاطبتها مع نفسي.
هل للموت رائحة؟ وما قولكم في من يشتمه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي نتصوره أن ما يحدث لك هو نوع من المرض النفسي، فينبغي لك مراجعة طبيب بخصوصه، وأما أن للموت رائحة فأمر لا يمكننا الخوض فيه؛ إذ هو من الغيب الذي لا يجوز الكلام فيه إلا بنص من الوحي.

ثم اعلم أن الموت حق قد كتبه الله على جميع الخلق، وأن للمؤمن مصلحة كبرى في الموت، وإن كان يكرهه جبلة؛ فإنه يبشر بلقاء الله ورضوانه، فيفرح لذلك، وينتقل من الضيق إلى السعة، ومن الشقاء إلى السعادة، فعلى العبد إن كان يخاف الموت أن يعد له عدته، ويأخذ له أهبته، ويجعل خوفه من الموت خوفا صحيا، لا خوفا مرضيا مقعدا عن العمل والطاعة، وانظر الفتوى رقم: 130162، وكراهية الموت لا يلام عليها الشخص لأنها كراهية طبعية جبلية، وقد قالت عائشة رضي الله عنها كما في الصحيح: فكلنا يكره الموت.

وأما سب الموت فلم نقف على كلام للعلماء فيه، ولكن المسلم ينبغي له اجتناب السب بكل حال، وعليه كذلك أن يرضى بجميع أقضية الله تعالى، ويعلم أن اختيار الله للعبد خير من اختياره لنفسه، وأنه بحكمته سبحانه يتوفى الأنفس عند انقضاء آجالها، وقضاؤه كله خير ورحمة وحكمة ومصلحة، فيخشى أن يكون في سب الموت اعتراض على قضاء الله سبحانه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني