الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم يوجب الله على الخضر اتباع موسى عليهما السلام

السؤال

كيف وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الخضر -عليه السلام- كان نبيًّا، أوحى الله إليه علومًا، لم يعرفها موسى -عليه السلام-، قال الله تعالى: فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا {الكهف:65}، وقال حكاية عنه بعد تأويل المسائل التي لم يستطع موسى الصبر عليها: وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي {الكهف:82}.

ثم إن شريعة موسى -عليه السلام- لم تكن تعم كافة الناس، كما هو الحال في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، فساغ بذلك للخضر الخروج عليها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كما في مجموع الفتاوى: إن موسى -عليه السلام- لم تكن دعوته عامة، ولم يكن يجب على الخضر اتباع موسى -عليهما السلام-، بل قال الخضر لموسى: إني على علم من الله علمنيه الله ما لا تعلمه، وأنت على علم من الله علمكه الله لا أعلمه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني