الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الخروج في طلب العلم بدون إذن والديه

السؤال

شخص يعيش في بلدة لا يوجد بها أهل علم، وينتشر بها الجهل الديني والبدع، فهل يجوز له السفر لبلدة أخرى بها شيوخ وأهل علم وترك والديه (يوجد معه إخوة ذكور)؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فجزاك الله خيرا على حرصك على والديك، ورغبتك في تلقي العلم عن المشايخ الأثبات والبعد عن أهل البدع والخرافات، ولتعلم أن طاعة الوالدين واجبة، في غير معصية الله تعالى، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فإذا كان العلم الذي تريد طلبه علما واجبا عليك طلبه، فأمرك والداك بعدم السفر لأجله، فلا طاعة لهما كما ذكرنا، لكن إذا خشيت عليهما الضيعة بدونك لعدم وجود من يكفلهما ويتولى أمرهما غيرك، فالواجب عليك حينئذ البقاء لرعايتهما، أما إذا لم تخش عليهما الضيعة، فقد صرح العلماء بأنه يجوز لطالب العلم الخروج لطلبه ولو لم يرضيا، حتى لو كان العلم الذي يطلبه فرض كفاية، كعلم أصول الفقه ومصطلح الحديث، فيكون خروجه للعلم الذي هو فرض عين من باب أولى، والأفضل في هذه الحالة أن تسترضي الوالدين وأن تقدم لهما الأسباب المقنعة للسفر، والله تعالى سيشرح صدرهما للحق بإخلاص النية والتوجه إلى الله تعالى، وما دام والداك يوجد عندهما من يقوم بأمرهما وهم إخوتك، فلا نرى مانعا من سفرك لطلب العلم الذي هو فرض عين أو فرض كفاية، لا سيما أنه لا يوجد في بلدك من يوثق به من أهل العلم، ولمعرفة المزيد عن ذلك مع صفات الشيخ الذي يؤخذ عنه العلم، راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 14613، 18328، 24872. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني