الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التصرف بالمال خلاف ما يقتضيه التوكيل خيانة للأمانة

السؤال

أنا مهندس، وقدر الله أن تراكمت علي الديون الهائلة، وتم فصلي من عملي، ولا أستطيع العمل بسبب الأمر الصادر بالحبس. أصبحت أتهرب بسبب الحبس. وكنت بعيدا عن الله في ارتكاب المعاصي. والحمد لله بعد أن الله هداني، وأصبحت محافظا على صلواتي، وأخاف الله.
أولا أنا عاطل عن العمل، وضاقت بي الدنيا بسبب الديون. وبسبب فصلي تغربت، وليس لي أي مصدر دخل أبدا، وأنا أستحي من طلب المال، علما بأن الديون تصل إلى نصف مليون. ولا أستطيع إيجاد العمل بسبب أمر الحبس.
تعرفت على أحد التجار الكبار، ووعدني التاجر بالعمل ومشاركته، وفي نهاية المشروع سوف تغلق جميع ديونك، وتصبح تاجرا، وتتغير أمورك، ولكن أكون شريكا، ولا أعمل لديه. ومقابل شراكتي أعمال يومية لعمله، وأخجل من طلب المال منه، ولكنه أشركني معه في إنجاز مهام للعمل، علما بأنه أدخلني شريكا مع شخص آخر، وبعض الأحيان يدفع مالا للشخص الآخر الذي يعمل مثل عملي، ويخبرني بأنه سيدفع لي، لكن أخجل من إخباره بحاجتي للمال، ولا يعلم بحالي. ويسلمني أموالا هائلة لإنجاز أشغال عديدة، ولكن لحاجتي للمال أصبحت أستخدم جزءا منها، وأنفق الباقي للعمل المطلوب. يخبرني بشراء غرض، علما تكلفة الغرض 50 دينارا، وعند بحثي المتكرر والمتعب أصل لسعر أقل من المعروض، وأدفعه وآخذ المتبقي، وكلما فعلت ذلك أسجله لدي. وعند نهاية المشروع سوف أخصم منه المبلغ المأخوذ وأسدده له، علما بأن المبلغ المخصوم لا يؤثر عليه، لكن لحاجتي الماسة، وعلما بأنه وعدني بمال هائل جدا جدا لا أستطيع النوم بسبب التفكير فيه؟
وأتمنى منكم الحكم في ذلك.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فلا شك أن ما تقوم به يدخل في دائرة خيانة الأمانة، فلا يجوز، وتوكيل شريكك لك في الشراء أو غيره من الأعمال، إنما يخولك التصرف في المال وفق ما يقتضيه التوكيل، لا أن تأخذ منه لنفسك بدون علم شريكك.

وكونك تستحي من مطالبته بحقك، هذا لا يبرر ما تفعله، فاتق الله تعالى، وتب إليه، وانظر الفتوى رقم: 106474، والفتوى رقم: 76665.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني