الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترجمة أبي الأعلى المودودي

السؤال

من هو أبو الأعلى المودودي وما هو بلده وهل كان من العلماء أم المقاتلين ما هي دعوته ولماذا تنسب له الحركات الإسلامية في العالم اليوم ويقال إنها تأخذ فكره؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فأبو الأعلى المودودي هو مؤسس الجماعة الإسلامية في شبه القارة الهندية، ولد عام 1903م وتوفي عام 1979م، تلقى تعليمه وتربيته الأولى على يد والده السيد أحمد حسن الذي يرجع بنسبه إلى عائلة قطب الدين مودود الشهيرة بتدينها ومكانتها الروحية، بدأ حياته في الصحافة عام: 1918م، وفي عام 1920م كون صحيفة هدفها تبليغ الإسلام، وفي عام 1928 ألف كتاب الجهاد في الإسلام، وكان لهذا الكتاب أثر بالغ ضد الإنجليز والوثنيين وأعداء الإسلام في كل مكان. وفي عام 1933م أصدر مجلة ترجمان القرآن وكان شعارها: (احملوا أيها المسلمون دعوة القرآن وانهضوا وحلقوا فوق العالم)، وعبر هذه المجلة انتقلت أفكاره إلى المسلمين في الهند وباكستان، مما مهد له الطريق إلى تأسيس الجماعة الإسلامية. وفي عام 1937م انتقل إلى لاهور، وأسس في باشانكوت داراً للإسلام يربي فيها الرجال ويؤلف الكتب. وفي عام 1941م وجه دعوة لعلماء المسلمين وقادتهم لحضور مؤتمر عقد بلاهور بحضور 75 شخصاً يمثلون مختلف بلاد الهند، وتأسست في هذا المؤتمر الجماعة الإسلامية وانتخب المودودي أميراً لها. تعرض المودودي للاعتقال وحكم عليه بالإعدام من قبل أعداء الإسلام، ثم خفف الحكم بعد ذلك، في عام 1972م أعفي المودودي من منصبه كأمير للجماعة الإسلامية بناء على طلبه، فانصرف إلى البحث والكتابة عاكفاً على إكمال كتابه تفهيم القرآن، وفي عام 1979م انتقل المودودي إلى رحمة ربه إثر عملية جراحية أجريت له في نيويورك، ونقل جثمانه إلى لاهور ودفن هناك، رحمه الله رحمة واسعة، خلف المودودي وراءه دعوة ورجالاً ومكتبة عامرة من تأليفه ترجمت إلى لغات كثيرة وطبعت مرات عديدة، نادى فيها بالإسلام نظاماً شاملاً للبشرية كلها ودعا المسلمين إلى أن يخلصوا دينهم لله، وأن يتخلصوا من الطواغيت المستبدة، وأن ينتزعوا الإمامة الفكرية والعلمية من أيديهم وينقلوها إلى أيدي المؤمنين، ولهذه الأسباب وغيرها ينسب كثير من الناس الحركات الإسلامية إلى المودودي، ولم يعلموا أن الحركات الإسلامية والمودودي يصبان في إناء واحد، وينهلان من منبع واحد هو الإسلام كما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني