الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مناقشة شبهة الاستمتاع بملك اليمين

السؤال

السلام عليكم... أما بعد:
فإن أعداء هذه الأمة مازالوا يبحثون عن أي شيء ليجعلوا الناس ينفروا من الإسلام، وآخر سهامهم المسمومة كان عن موضوع الاستمتاع بملك اليمين، الذي يرى البعض أنه أسلوب آخر يُحِل للمسلمين اغتصاب النساء في الحرب، فما هو الرد المناسب لهذا الادعاء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن أعداء الإسلام لن يدخروا أي جهد في صد الناس عن اتباع الحق وإبعادهم عنه، وسيتخذون مختلف الوسائل لذلك، فتارة بالقتل والبطش حيث قال الله تعالى: وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا [البقرة:217]. وتارة ببذل المال، قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ [الأنفال:36]. إضافة إلى أن الله تعالى بين حسدهم للمؤمنين وعدم رضاهم عنهم حتى يتخلوا عن دينهم، قال الله تعالى: وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ [البقرة:109]. وقال تعالى أيضاً: وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120]. وقد أرشدنا الله تعالى إلى الوقاية من كيدهم ومكرهم، حيث قال الله تعالى: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً [آل عمران:120]. هذا مع ضرورة إعداد القوة الكافية للذب عن بيضة الإسلام وحريمه، قال الله تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ [الأنفال:60]. أما بخصوص الشبهة التي يثيرها أعداء الإسلام، وهي الاستمتاع بملك اليمين، فإن الإجابة عليها مفصلة في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4341، 2372، 12210. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني