الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من شرط التوبة من الغيبة ذكر محاسن المغتاب في المجالس؟

السؤال

نعلم أن توبة من اغتاب الناس هي: الدعاء لهم، والثناء عليهم في المواضع التي تمت الغيبة فيها، فهل تصح التوبة بالاكتفاء بالدعاء لهم فقط؛ لصعوبة فتح النقاشات مع الآخرين مرة أخرى عن الشخص المغتاب، والثناء عليه في المواضع التي تمت غيبته فيها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فليس من شرط صحة التوبة من الغيبة أن يذكر المغتابُ الشخصَ المُغْتَابَ ويثني عليه بمحاسنه، وما فيه من الخير في المجالس.

وليس في الأدلة الشرعية من الكتاب، أو السنة ما يدل على أن هذا الأمر شرطٌ لصحة التوبة، وإنما ورد هذا عن بعض العلماء من التابعين، حيث قال: إن كفارة الغيبة ذكر محاسن المغتاب. وقال آخرون: يكفي الاستغفار، قال الغزالي في الإحياء: وقال الحسن: يكفيه الاستغفار دون الاستحلال، وربما استدل في ذلك بما روى أنس بن مالك قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كفارة من اغتبته أن تستغفر له، وقال مجاهد: كفارة أكلك لحم أخيك أن تثني عليه، وتدعو له بخير. اهـ.

فهذا رأي لبعض العلماء، وليس في اشتراطه أمر صريح مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلام، كما أن العلماء حين يذكرون في التوبة من الغيبة أن يذكر التائبُ منها محاسنَ المغتاب، إنما يذكرونه من باب ما "ينبغي"، وقد قدمنا في الفتوى: 239665، أن هذا المصطلح يقصد به الاستحباب.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني