الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماذا تفعل المرأة بعد التوبة بملابسها غير المحتشمة؟

السؤال

لبست الجلباب بعد التزامي، وبقيت الملابس التي كنت ألبسها قبل الالتزام، ومنها ما يصف الجسم، وهي كثيرة، لكني في الكثير من الأحيان أجد إحدى أخواتي تلبسها، وتخرج بها؛ رغم أنني قلت لهن: إنني لا أسمح بلبسها، فهل عليّ إثم؟ وهل عليّ أن أحرقها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فنحمد الله تعالى أولًا على ما منَّ به عليك من الاستقامة، ولبس الحجاب، ونسأل الله لك الثبات.

وأما الملابس: فلا تُعِيري أخواتك تلك الملابس، ولا تهديهنّ إياها، ولا تُمَكِّنِيهِنّ من لبسها، إن علمتِ أنهن سيتبرجن بها أمام الرجال الأجانب؛ لأن تمكينَهن من ذلك صورةٌ من صور الاعانة على المعصية، وقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.

ولا تكتفي بمنعهنّ من لبسها بمجرد النهي بالكلام، ما دُمْنَ يخالِفْنَكِ، بل خذيها وضعيها في خزانتك الخاصة، أو نحوها من الأماكن، بحيث لا يستطعن الوصول إليها.

ولا تتلفي تلك الملابس بحرقها، وغيرها؛ لما في ذلك من إضاعة للمال، بل انتفعي بها على وجه مشروع.

ويمكن لبسها في مجتمع النساء، ومناسباتهن، إذا كانت ساترة لما يجب ستره أمام النساء، وكذا لا حرج على أخواتك في لبسها في تلك المناسبات، والمحظور إنما هو لبسها بحيث يراهنّ الرجال الأجانب، وانظري الفتويين التاليتين: 157667، 262786. ولمزيد من الفائدة حول الضوابط الشرعية للحجاب، نحيلك إلى الفتاوى التالية: 6745، 13452، 13028، 19184.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني