الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من إتيان العرافين

السؤال

تعبت نفسيًّا من كثرة التفكير، وغير قادرة على مسامحة نفسي أبدًا، وأفكّر في الذنب كثيرًا، وبعد ولادتي بشهر تعبت، وتواصل معي المرض إلى أن وصل عمر بنتي عشرة أشهر، وكنت متعبة جدًّا، وكل جسمي متعب، وكلمت شيوخًا كثر، والكل كان يقول كلامًا مختلفًا، وكنت في بعض الأوقات أتذمر من ابتلاء الله لي، وأتضايق، وكنت أقرأ القرآن، وأذكر الله.
ذات يوم من الأيام كلمت شيخًا في النت، وذكرت له ما أعانيه، وليتني لم أكلمه، فقال لي: أرسلي اسمك في رسالة، فأرسلت اسمي، وقال: عندك سحر كذا وكذا، فترددت في تصديقه؛ لأن كل شيخ كنت أكلمه كان مختلفًا، وقال: سأقوم بالعلاج، فقلت له: كيف؟ فأخبرني أن معه جنًّا مسلمًا، وكلام الله، فقلت له: هذا الموضوع أليس حرامًا؟ فقال لي: لا، وقد سألت شخصين قبل ذلك، وقالا لي: الموضوع فيه خلاف.
وعندما ذهبت إليه وكلمته، لم أكن أعلم أن ذلك محرم، لا يجوز، وظننت أن كل المواضيع فيها خلاف فقط، وأثناء حديثي معه، أحسست بذنب، وفضّلت أن أتوب، وأن أستغفر الله، وأن أحظر ذلك الشخص.
تبت إلى الله، وندمت، ولا زلت نادمة إلى الآن، لكني خائفة أن يكون عالجني بشيء محرم، أو قام بشيء حرام؛ لأني قلت له: عندي جرثومة معدة، فقال: عندي أطباء من الجن، وسيعالجونك، فقلت له: لا، هذا حرام، فقال لي: لوجه الله، وأنا خائفة من أن يكون قام بشيء حرام في العلاج.
وعندما قام بالعلاج قال لي: السحر انفك، واشربي ماء وملحًا؛ لكي تخرجي السحر، لكني لم أفعل، وانتهى الكلام معه، واستغفرت، وتبت، ولكن قلبي متعب، وأشعر بذنب شديد، وتأنيب ضمير، ولا أستطيع العيش في سعادة، وأفكّر كثيرًا، فهل وقعت في الشرك أو الكفر؟
وعلاقتي بعد هذا الموضوع تغيرت، فهل هذا يعني عدم قبول توبتي؟ وما علامات قبول التوبة؟ فأنا أريد أن أرجع لله، وأشعر أن الله لا يقبلني، وهل يمكن أن يعمل لي شيئًا من السحر؛ لأني أمرض، ولأني أفكر في أشياء كثيرة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالذي نفتي به أن الاستعانة بالجن، لا تجوز مطلقًا، فعليك أن تتوبي إلى الله من هذا الذنب، وما دمت قد ندمت على ما بدر منك، وأقلعت عن التواصل مع من أسميته: "الشيخ"، فهذه توبة صحيحة.

ومتى استوفت التوبة شروطها؛ فإنها مقبولة قطعًا، كما بيناه في الفتوى: 188067.

فلا يلزمك شيء غير هذا الذي فعلته -والحمد لله-، ولا تخشي من أن يكون قد مسك بسوء؛ فإن النافع الضار هو الله سبحانه، فعليه توكلي، وبه ثقي.

وأكثري من رقية نفسك بالأذكار، والدعوات الثابتة، كالفاتحة، والمعوذات، ونحو ذلك، نسأل الله لك العافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني