الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم سؤال المخلوق عن أمر غيبي

السؤال

تقدمت لخطبة فتاة أعجبت بها وكان رد والدها أنني لست نصيبها، وعند السؤال للتوضيح، أخبرني أنه سأل ولياً من أولياء الله الصالحين وأخبره عني، وكان الرد أنه ليس نصيبها، سؤالي: هل يجوز سؤال غير الله؟ وهل يطلع الله أحداً من خلقة على الغيب باعتبار أن النصيب من الغيبيات؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا يجوز سؤال مخلوق عن الغيب لأن الغيب، مما يختص الله بعلمه، قال الله تعالى: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ [النمل:65]. وغالب من يخبرون الناس عن شيء من الغيب هم من الكهان الذين يحرم على المسلم أن يأتيهم أو أن يسألهم، بل إن ذلك قد يبلغ درجة الكفر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه أحمد وأبو داود، وفي مسند أبي يعلى وغيره: من أتى عرافاً أو ساحراً أو كاهناً فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. ، قال صاحب عون المعبود: الكاهن الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان، ويدعي معرفة الأسرار. وإذا عرفت هذا، فإن كنت تقصد بقولك: هل يجوز سؤال غير الله؟ سؤال غير الله عن أمور الغيب، مما ذكر في السؤال أو غيره فقد تقدم جوابه، وإن كنت تقصد سؤال غير الله بمعنى دعاء غير الله، فهذا لا يجوز، لأن دعاء غير الله شرك أكبر، قال الله تعالى: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ* وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ [الأحقاف:5-6]. وإن كنت تقصد سؤال غير الله في ما لا يختص الله بعلمه فهو جائز، قال الله تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [الأنبياء:7]. وأما قولك: وهل يطلع الله أحداً من خلقه على الغيب؟ فالجواب: أن الله تعالى قد يطلع بعض أوليائه على أمر من أمور الغيب ولكن لا يكون هذا مطرداً ولا بإرادة الولي، وقد يكون غيره من الأولياء أفضل منه، ولا يطلعه الله على شيء من الغيب، ويجب التنبيه إلى أن الولي لا يدعي علم الغيب، لأن ادعاء ذلك كفر، وراجع للأهمية الفتوى رقم: 5697، والفتوى رقم: 4445، والفتوى رقم: 15284، والفتوى رقم: 17507. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني