الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ثواب من يشتهي المعصية ولا يعمل بها

السؤال

هل تصح توبتي إذا تبت من بعض الذنوب، وبقيت أمارس ذنوباً أخرى؟ أم إن توبتي من الذنوب التي تبت منها تكون باطلة؛ لأن لدي ذنوباً غيرها لم أتب منها؟
وأيضاً قرأت في موقعكم أن الإنسان إذا شعر بالرغبة في العودة للذنب، وشعر بالحنين له بعد أن تاب منه، فإن هذا يناقض التوبة النصوح. وأن الواجب على الإنسان أن يدرك قبح المعصية.
فماذا يفعل من يحب الذنب جداً، ولكنه يريد التوبة منه، ويعلم أنه سيشعر بالحنين له بعد أن يتوب؟ هل يتوب مع محبته للذنب؟ وهل تصح توبته لو شعر بالحنين له، ولكنه منع نفسه من العودة إليه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالتوبة من ذنب مع الإصرار على غيره، تصح عند الجمهور، ولتنظر الفتوى: 66719.

ومن كانت نفسه تنازعه إلى المعصية، ويكفها طاعة لله تعالى، وإيثارا لمرضاته؛ فإن توبته صحيحة.

وَقَدْ قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كُتِبَ إِلَى عُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؛ رَجُلٌ لَا يَشْتَهِي الْمَعْصِيَةَ، وَلَا يَعْمَلُ بِهَا أَفْضَلُ، أَمْ رَجُلٌ يَشْتَهِي الْمَعْصِيَةَ وَلَا يَعْمَلُ بِهَا؟ فَكَتَبَ عُمَرُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَهُونَ الْمَعْصِيَةَ وَلَا يَعْمَلُونَ بِهَا، أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ. انتهى. من تفسير ابن كثير.

وإن كان من اطمأن قلبه بالإيمان، ولم تنازعه نفسه للمعصية أحسن حالا، فعلى الشخص أن يجاهد نفسه حتى يصل إلى تلك المنزلة العالية من الإيمان، وذلك بدوام ذكر الله تعالى، والاستعانة به، واللجأ إليه، والأخذ بأسباب زيادة الإيمان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني