الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاكتفاء بالسلام على الوالدين لتجنب العقوق ليس هو العلاج

السؤال

منذ عشرين عاما أعيش مع أبي وأمي، وكنت أعقهما كثيرا حتى ابتلاني الله، فتحسنت علاقتي بهما، ولكن عندما أغضب أرجع للعقوق، ففكرت أني لا أختلط معهما كثيرا. يكفيني معهما السلام فقط، حتى لا أرجع للعقوق.
أفتوني أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك في خطورة العقوق، وأنه جرم عظيم، وكبيرة من كبائر الذنوب، فالوالدان لهما حقهما العظيم على الولد، بل قرن الله سبحانه حقهما بحقه فقال: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا..... الآية {الإسراء:23}، وراجع للمزيد فيما يتعلق بفضيلة بر الوالدين ورذيلة العقوق الفتاوى: 366349، 73417، 371323.

وقد أحسنت في إصلاح علاقتك مع والديك، ولكن لا تنس أن تتوب مما وقع منك من عقوق في الماضي توبة نصوحا، وأن تستسمحهما في ذلك وتطلب عفوهما، وراجع في شروط التوبة الفتوى: 29785.

وبما أنك تعرف السبب الذي يوقعك في العقوق وهو الغضب، فالعلاج أن تجتهد في اتقاء أسباب هذا الغضب قدر الإمكان، وسؤال الله عز وجل العافية منه. وإن قدر أن غضبت فلتستعذ بالله من الشيطان الرجيم، ولتلتزم بسائر الآداب التي تذهب عنك الغضب بإذن الله تعالى ، وراجع الفتويين التاليتين : 24820، 176129.

وأما الابتعاد عنهما، وترك مخالطتهما، والاكتفاء بالسلام عليهما، فهذا قد يكون فيه إيذاء لهما، وبالتالي يؤدي إلى الوقوع في العقوق، فاحذر من ذلك. واللهَ -تعالى- نسأل أن يوفقك لدوام الإحسان إلى والديك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني