الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصوص يجعلها الولد نصب عينيه حين يعامل والديه

السؤال

أنا فتاة أشكو من مشكلة كبيرة جدا وهي عقوق الوالدين....
أنا لا أكره والدي وإنما عندما أدخل في مشاجرة معهما يبدآن بإهانتي ويقومان بجرحي وظلمي بكلام قاس وجارح , بل وأحيانا يجرحانني في أخلاقي وعندها أغضب منهام وأحاول أن أنتقم منهما , فأعاملهما كما أعامل أي أحد وأتطاول عليهما بالصوت واللسان..
وبعد أن أهدأ ضميري يؤنبني كيف استطعت أن أجرحهما بهذه الطريقة وأحيانا أجعلهما يبكيان لأنهما جعلاني أبكي ....
أرجو المساعدة لا أعرف ماذا أفعل ... والديّ كهلان في السبعين من عمرهما وأنا لا أعلم كيف أمحي سنين من المشاكل والإهانات المتبادلة بيننا .....؟؟؟؟؟؟؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعليك أيتها الأخت أن تتوبي إلى الله تعالى مما بدر منك، وتوبتك بأن تندمي على ما سبق منك من تفريط في حق والديك، وإقلاع عن معصيتهما في الحال، وعزم صادق على أن لا تعودي إلى معصيتهما أبداً، وأن تطلبي السماح منهما والعفو عنك، تذللي بين يديهما واخفضي لهما جناح الذل من الرحمة وأكثري من الدعاء لهما، وأظهري الندم أمامهما على ما بدر منك، واعزمي على تغيير حياتك من الآن، واعلمي أن لك الآن بابين إلى الجنة فلا تفرطي فيهما، ولا يجوز بحال من الأحوال أن تقابلي شدتهما بشدة، وتعنيفهما بتعنيف، بل اجتهدي في عدم إثارة غضبهما، واجتناب المواقف التي تثير ذلك، واجعلي نصب عينيك النصوص الشرعية الآتية :

قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً {الإسراء:23}

وقال تعالى : وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} {لقمان:14}

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: رضى الرب في رضى الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين. رواه الترمذي والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.

وقال أيضا: لا يدخل الجنة منان، ولا عاق، ولا مدمن خمر. رواه أحمد والنسائي.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمن أراد الجهاد والخروج في جيش المسلمين: هل لك أم؟ قال: نعم. قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجلها. رواه أحمد والنسائي وابن ماجه، وفي رواية: ويحك الزم رجلها فثم الجنة.

وروى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه.

وفي مسند أبي يعلى وصحيح ابن حبان ومعجم الطبراني الكبير عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال آمين آمين آمين قيل: يا رسول الله إنك حين صعدت المنبر قلت آمين آمين آمين قال: إن جبريل أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله ، قل : آمين. فقلت: آمين ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين, ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين.

ولذا فاحذري على نفسك أيتها الأخت من العقوق، وبادري إلى البر، واضبطي نفسك عند الحديث مع والديك، وفقك الله لمرضاته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني