الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعض ما في هذه الرسالة صحيح وبعضه لا دليل عليه

السؤال

هل ما ورد في هذه الرسالة صحيح؟
هل تعلم أن الناس يقومون من قبورهم حفاة عراة غرلا: أي غير مختونين.
هل تعلم أن الله يحشر الكافر على وجهه، وهو أعمى لا يرى، أبكم لا يتكلم، أصم لا يسمع؛ قال تعالى: ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما.
هل تعلم أن كل إنسان يخرج من قبره يجد ملَكَين من الملائكة أمام قبره: ملك يسوقه، وملك يشهد عليه. قال تعالى: وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد.
هل تعلم أن المؤمن يقوم من قبره يوم القيامة، فيجد دابة يركبها، فلا يذهب إلى أرض المحشر على قدميه. قال تعالى: يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا. وفدا: أي ركبانا.
هل تعلم أن الناس يحملون أوزارهم على ظهورهم يوم القيامة. قال تعالى: وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم.
هل تعلم أن هناك أوزارا ثقيلة جدا يحملها الناس يوم القيامة. قال تعالى: وليحمن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم.
وانتبه إلى كلمة أثقالا: كيف يكون حجمها.
هل تعلم أن هناك من يحمل أوزاره وأوزار غيره أيضا. قال تعالى: ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم.
هل تعلم أنك إذا استغفرت الله؛ غفر لك، ومحى ذنبك وستر عيبك.
وأخيراً إذا قرأتها فاستغفر الله كثيرا، ولا تبخل بنشرها على صفحتك، وفي المجموعات؛ لتعم الفائدة، وينالك الأجر إن شاء الله.
وقل: اللهم نسألك حسن الخاتمة، وشارك رسالة مع جميع الناس.
ولتعلم بأن إعادة إرسالها لن يكلفك الشيء الكثير، بل سيزيد من أجرك. وأنها صدقة جارية تنفعك يوم لا ينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي ظهر لنا أن محتوى هذه الرسالة صحيح، باستثناء ما ورد فيها من أن (كل انسان يخرج من قبره يجد ملَكَين من الملائكة أمام قبره- أي كونهما أمام القبر- وأنه حين يخرج من قبره يجدهما)، فلم نقف على دليل شرعي يثبت هذه الهيئة المذكورة. وكذلك ما ورد فيها من أن (المؤمن يقوم من قبره يوم القيامة، فيجد دابة يركبها، فلا يذهب الى أرض المحشر على قدميه).

فلم نقف على دليل شرعي يثبت ذلك، إلا ما ورد في مسند الإمام أحمد والمستدرك للحاكم عن النعمان بن سعد، قال: كنا جلوسا عند علي -رضي الله عنه- فقرأ هذه الآية: {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} [مريم: 85]، قال: " لا والله ما على أرجلهم يحشرون، ولا يحشر الوفد على أرجلهم، ولكن على نوق لم تر الخلائق مثلها، عليها رحائل من ذهب، فيركبون عليها حتى يضربوا أبواب الجنة" وهو حديث ضعيف لا يصلح للاحتجاج به.

فهاتان المسألتان تحتاجان إلى دليل شرعي لثبوت الهيئات الواردة فيها، وهو ما لم نقف عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني