الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغبة الكتابية في الزنا بمن يريد نكاحها ينافي العفة

السؤال

أولا: أشكركم على مساعدتكم الدائمة لنا، وإجابتنا على أسئلتنا
تعرفت على فتاة نصرانية، وأريد الزواج منها، وكما تعلمون، فالزنا شيء عادي عندهم، فهي تزني مع أيِّ شخص يعجبها أو لم يعجبها -أي لم تصاحبه- متى أحست أنها تريد ذلك، ووجدته، أو تصاحبه فتفعل ذلك معه ليس لأنها تعيش من ذلك، ولكن لأنها هكذا، أو جرت عادتهم بذلك. فسؤالي لكم هو: هل تعتبر عفيفة؟ لأنها منذ بدأت علاقتنا لم تزن مع أحد، وأحصنت نفسها لي؛ لأنني أنا من أصاحبها الآن؛ إلا أنها تريد أن تفعل ذلك معي؛ رغم أنني أريد ذلك؛ لأنه شهوة، ولكن لن أفعله إلا حين زواجنا؛ لأنني مسلم، وأصلي، وقرأت في إحدى فتاواكم أنه يجب عليها التوبة. فهل ما ذكرتُ يعتبر توبة وعفة؟ وهل يجوز لي الزواج بها؟ وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد بيَّنا في فتاوى متعددة أنه يشترط في صحة الزواج من الكتابية العفة، انظر الفتوى: 2779.

وبخصوص جواب سؤالك: هل تعتبر عفيفة بامتناعها عن الزنى منذ بداية علاقتك بها؟ فنقول: إن امتنعت عن الزنى، وعزمت على عدم ارتكابه بقية حياتها، وحسنت سيرتها، فالظاهر أنها تعتبر عفيفة بذلك، ولا مانع من نكاحها.

وانظر الفتويين: 368686 ،109801.

وما دامت هذه التي تسأل عنها ما زالت ترغب في الزنا معك، فالواضح أن هذا ينافي التوبة والعفة، إذ لا فرق بين رغبتها في الزنا معك، والزنى مع غيرك، وما لم تتصف بالعفة، فلا يجوز لك الزواج بها.

ونحن ننصحك بتوقيف العلاقة مع أي امرأة لا تحل لك، حتى لا تقع في فاحشة الزنى، التي هي من الموبقات، ويتعرض مرتكبها لمقت الله وغضبه وعقابه.

ونكاح الكتابيات العفيفات، وإن كان جائزاً؛ إلا أن نكاح المسلمات أولى وأفضل، وأحسن عاقبة. وانظر الفتوى: 36381 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني