الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أشكركم على هذا الموقع الرائع. أنا فتاة في العشرين من عمري، وارتكبت كثيرًا من الذنوب والمعاصي - كترك الصلاة، وممارسة العادة، ومشاهده الأفلام المحرمة، والكذب، والنميمة، وسماع الأغاني، وأحيانًا كانت تأتيني وساوس في الدين، وغيرها الكثير-، وأنا خائفة جدًّا، وأشعر بغضب الله، وأشعر أني لن أكون إنسانة جيدة أبدًا، وأحاول أحيانًا أن أنتظم في الصلاة، ولكني أعود للصلاة بسرعة، أو أتركها تمامًا، أو أعود للعادة بعد عزمي على تركها، أو لا أغضّ بصري عن الشباب، وقد تعبت حقًّا، وأتمنى أن يصلح حالي، وأن أستمرّ، ولا أعود لأيٍّ من هذه المعاصي، فماذا أفعل؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلمي -هداك الله- أن باب التوبة مفتوح، لا يغلق في وجه أحد، حتى تطلع الشمس من مغربها، فتوبي إلى الله فورًا، واندمي على جميع ذنوبك، واستقيمي على شرع الله تعالى، وحافظي على فرائض الصلاة، وغيرها، وتجنبي المعاصي -صغيرها، والكبير-.

واعلمي أنك متى فعلت هذا، فسترجعين كمن لم يذنب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه. ومهما عدت إلى الذنب، أو تكرَّر منك، فعليك أن ترجعي للتوبة، ولا تيأسي، مهما تكرر منك الذنب؛ حتى يمُنَّ الله عليك بتوبة نصوح، لا تعاودين المعاصي بعدها.

ويعينك على تلك التوبة: مصاحبة الصالحات اللاتي يذكرنك بالله تعالى، ويأخذن بيدك إلى طريق الاستقامة.

ويعينك على التوبة كذلك: لزوم الذكر، والدعاء، والابتهال والتضرع إلى الله تعالى أن يثبت قلبك على دِينه؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه، يقلّبها كيف يشاء.

وابتعدي عن كل ما من شأنه أن يحول بينك وبين التوبة، ولا تخالطي من تحملك مخالطتهنّ على مواقعة المعصية.

نسأل الله أن يرزقنا وإياك توبة نصوحًا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني