الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

في سورة النور أوامر للتائق للزواج العاجز عنه:
الأول والثاني: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) النور (30).
الثالث: [وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون].
الرابع والخامس:(وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ) النور (33).
هذا حكم العاجز عن النكاح، أمره الله أن يستعفف، وأن يكفّ عن المحرم، ويفعل الأسباب التي تكفّه عنه، من صرف دواعي قلبه بالأفكار التي تخطر بإيقاعه فيه، ويفعل أيضًا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، .... ومن لم يستطع، فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء.
والسؤال: كيف يحقق الإنسان بالأفكار التي تخطر بإيقاعه فيه -أي صرف خيالاته الجنسية-؟ خصوصًا بعد فترة من مشاهدة المحرم، وقد انطبعت الصور في عقله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فينبغي لهذا الإنسان الذي وصفت حاله بكونه قد أصبح رهينة للتخيلات الجنسية، أن يهوِّن الأمر على نفسه، ولا يستصعبه؛ فإن هذا من أعظم ما يعينه على التخلص من هذه التخيلات، هذا أولًا.

ثانيًا: عليه أن يستحضر أن هذا من كيد الشيطان ووسوسته وتزيينه، وأن الله تعالى قد هوَّن من كيد الشيطان، فقال في محكم كتابه: إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا {النساء:76}، والمؤمن قويّ بإيمانه، فيأوي إلى ربه عز وجل؛ فهو الركن الشديد. وهنا نذكّر بأهمية الدعاء، وسؤال الله العافية من كل بلاء، ونرجو أن تطالع الفتوى: 221788، والفتوى: 119608.

ثالثًا: العمل على تحصيل كل وسيلة تحفظ النفس من مثيرات الشهوة، ومنها: ما أشرت إليه مما تضمنته الآيات السابقة، وبعض الأحاديث من غض البصر ونحوه.

وكذلك شغل الأوقات بما ينفع الحرص على صحبة الأخيار، واجتناب الفجار. وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى: 10800، 1208، 12928.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني