الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز إساءة الظن بالمسلم من غير بينة

السؤال

بارك الله في علمكم، وجهدكم.
أنا فتاة متزوجة منذ 4 أشهر تقريبًا، وهنالك شيء يزعجني في زوجي، فأنا أعتقد أنه يمارس العادة السرية، فكثيرًا ما أشاهده يضع يده على ذكره عند نومنا، وعند مشاهدتنا للتلفاز، حتى إنني أحيانًا في وقت النوم، وفي منتصف الليل، أستيقظ عليه وهو واضع يده على ذكره. وكثيرًا ما يفعل هذه الحركة في كثير من الأوقات، ويبقى فترة من الزمن يحركه، بحيث أشعر بذلك، لكنه في كثير من المرات لا يغتسل، ولا أدري ماذا أفعل، ولا كيف أواجهه، فأنا ما زلت خجولة منه، ولا أريد أن أظن به، لكن حركاته الدائمة والكثيرة هذه تزعجني كثيرًا، وتضايقني، وتحزنني، ولا أدري إن كان يعلم أن العادة السرية حرام، أو وأنه يجب الغسل منها، فكيف أتصرف معه؟ وماذا أفعل؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأصل في المسلم أن تحمل تصرفاته على حسن الظن، ولا يجوز أن يساء به الظن، من غير بينة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}، قال البهوتي -الحنبلي- في الروض المربع: ويحرم سوء الظن بمسلم ظاهر العدالة. اهـ.

وهذا الفعل الذي يقوم به زوجك، ليس فيه دلالة على كونه يمارس عادة الاستمناء، فلا تدخلي نفسك في شيء من الوساوس، والأوهام التي لا تجنين منها خيرًا، بل قد تترتب عليها مفاسد.

وإن تحققت من أنه يريد به الاستمناء، فيمكنك تنبيهه بلطف، وفي الوقت المناسب، إلى أن يجتهد في ترك هذا الفعل الذي لا يليق بذوي المروءة، ويُستحيى منه عادة، علمًا أن مجرد الاستمناء (العادة السرية)، لا يوجب الغسل، إذا لم يخرج المنيّ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني