الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قد يكون البلاء دليلًا على محبة الله لصاحبه

السؤال

أتمنى منكم كلمات تخفف عني الهمّ، فقد تعرضت لظروف قاهرة، ومرض، وأجبرت على العمل في مشروع مختلط، ويعلم الله أني لا أحب الاختلاط، وتفاجأت بعصابات الشغل رجالًا ونساء، وكنت الوحيدة التي لا أحب تعاملهم، فكرهتني البنات، وتعرض لي شاب نصراني بالمضايقة، ولم أجد من تقف معي ضده، بل وضعت له حدًّا، وكانت زميلتي تقف معه، وأرعبت خوفًا على سمعتي، ولا يوجد من يقف معي، واضطررت أن أرجع معه للوضع الطبيعي، وكأن شيئًا لم يحدث، ولكني تفاجأت أنهم ينشرون أني على علاقة معه في الشركة، وأنا -والله يعلم- لا أتحدث معه، وكان هناك شاب يريدني، فسمع ما يرددونه؛ فذهب، وقطعوا نصيبي، وتركت العمل لوجه الله، فهل الله لا يحبني، ووضع هذا في طريقي؟ وقد أصبحت أشك في ديني، وأنا في حالة هلع؛ لأن ما حدث شيء من الخيال، بل إنهنّ تزوجن وأنا في بيتي، مع العلم أني حاولت أن أترك المشروع من البداية، لكن أهلي أجبروني؛ لظروفي، ولمرضي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى لك الشفاء التام من كل داء، وأن يرزقك السلامة، والعافية من كل بلاء.

وعليك دائمًا اللياذ ببابه، والاحتماء بجنابه، فهو أفضل مسؤول، وخير مجيب، قال سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.

ولا يلزم أن يكون ما حدث لك دلالة على عدم محبة الله لك، أو أن يكون عقوبة على ذنب، بل قد يكون البلاء دليلًا على محبة الله لصاحبه، وأنه يريد أن يرفع له في الدرجات، ويكفّر عنه الذنوب والسيئات.

فأحسني الظن بربك، وأمّلي فيه ما يسرك، ولا تتركي للشيطان فرصة للتلاعب بك، وإفساد دِينك، فاستعيذي بالله من شره، وادفعي عن نفسك كل ما ينتابك من وساوسه، ولا سيما ما ذكرت من أمر تشكيكه لك في دينك، فهذا أمر خطير، لا يجوز لك الاسترسال فيه؛ لأن عاقبته وخيمة.

وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 18103، والفتوى: 13270.

ونوصيك بالحرص على شغل الوقت بما ينفع، كحضور مجالس العلم، والاهتمام بحفظ القرآن، وصحبة الصالحات، ولعل الله عز وجل يجعل لك من ذلك بابًا إلى الخير بأن تجدي عملًا في مجتمع طيب، يخلو من مثل تلك المحاذير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني