الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طرق التخلص مما فيه اسم الله

السؤال

بدأت مؤخرا بحرق الأكياس المكتوب عليها مثلا: (بضاعة عبدالله الفلاني)؛ لأني أخشي إذا رميتها بالقمامة أن أكون قد كفرت، وأمي صارت تشتكي من هذ بسبب أن رائحة المطبخ تكون سيئة بسبب البلاستيك، وعندما أخبرتها قالت إني موسوس، وعادي ترمي الكيس إلا إذ كان عليه حديث أو آية قرآنية. أفتوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه يجب صيانة واحترام ما كتب عليه اسم الله تعالى -مثل عبد الله- ونحوه من المعظمات في الشرع، ولا يجوز امتهانه بإلقائه في القمامة ونحوها.

والتخلص منها لا يتعين أن يكون بالحرق، فيمكن محو اسم الله بالغسل، أو طمسه وتمزيقه، أو دفنه في مكان طاهر، أو نحو ذلك.

جاء في الإتقان للسيوطي: إذا احتيج إلى تعطيل بعض أوراق المصحف لبلى ونحوه، فلا يجوز وضعها في شق أو غيره لأنه قد يسقط ويوطأ، ولا يجوز تمزيقها لما فيه من تقطيع الحروف وتفرقة الكلم، وفي ذلك إزراء بالمكتوب كذا قال الحليمي. قال: وله: غسلها بالماء، وإن أحرقها بالنار فلا بأس؛ أحرق عثمان مصاحف كان فيها آيات وقراءات منسوخة، ولم ينكر عليه. وذكر غيره أن الإحراق أولى من الغسل، لأن الغسالة قد تقع على الأرض، وجزم القاضي حسين في تعليقه بامتناع الإحراق، لأنه خلاف الاحترام، والنووي بالكراهة. وفي بعض كتب الحنفية أن المصحف إذا بلي لا يحرق، بل يحفر له في الأرض ويدفن، وفيه وقفة لتعرضه للوطء بالأقدام .اهـ.

وقال ابن عثيمين: الأوراق التي فيها آيات من كتاب الله عز وجل: أن تمزقها تمزيقاً كاملاً بحيث لا يبقى من الكلمات شيء فإنه يغني عن إحراقها. اهـ من فتاوى نور على الدرب.

وسئل الدكتور عبدالله بن جبرين: ما حكم وضع الأوراق التي فيها أسماء الله أو صفة من صفاته في سلة المهملات أو في برميل الزبالة؟ فأجاب:
يجب احترام أسماء الله تعالى وصفاته، ومن احترامها رفعها عن الامتهان إذا وجدت في الصحف والأوراق العادية والمعاملات، فلا يجوز إلقاؤها على الأرض تحت الأحذية، ولا إلقاؤها مع الزبالات في سلة المهملات، حيث إنها تلقى في القمامات ويستهان بها؛ بل يلزم إتلافها وإحراقها، وعلى الكُتّاب أن يحضروا عندهم آلات الإتلاف التي تمزقها قطعاً صغيرة، كما هو معتاد. اهـ.

وسئل الدكتور صالح الفوزان: عندما أجد ورقة عليها لفظ الجلالة أو أي اسم من أسماء الله أطمس الاسم ثم ألقيها في القمامة، فهل هذا جائز أم لا بد من حرقها ؟

فأجاب: إذا أزلت اسم الجلالة أو أي اسم من أسماء الله الموجود في الورقة بطمس أو قطع أو أي شيء من ذلك، فلا بأس بإلقاء الورقة بعد ذك في القمامة لزوال المحذور من إلقائها؛ لأنها أصبحت غير محترمة .اهـ.

فينبغي أن تتخلص من تلك الأكياس بأي وسيلة مما تقدم ذكره غير حرقها في البيت، طاعة لأمك، ولما يذكر من أضرار التي تنجم عن حرق أكياس البلاستكية.

ثم إن الاحترام متعلق باسم الله ونحوه فقط، فلا يجب احترام الكيس كاملا كما هو ظاهر! فكيفي تمزيق أو محو اسم الله فقط، ورمي باقي الكيس في القمامة.

وراجع للفائدة الفتاوى: 218242، 111476، 254500.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني