الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أقطع الصلاة كثيرا لمواظبتي على بعض الذنوب. أسأل الله أن يعافيني منها، فمثلا ممكن أصلي أسبوعا، وأقطع شهرا، أو أكثر، وأصلي أسبوعا، وأقطع أسبوعا. عمري 19 سنة، ومع ذلك فأنا عليَّ صلوات كثيرة لم أقضها. فهل كل مرة أتوب فيها ربنا يغفر لي الذنوب التي عملتها قبل ذلك؟ يعني مثلا أنا تبت الآن، واستمررت على الطاعات لفترة، وبعد ذلك وقعت فترة، ورجعت تبت، وهكذا.
فهل عند توبتي ربنا يغفر لي الذنوب التي ارتكبتها في فترة الوقوع؟ وهل إذا أذنبت مرة ثانية بعد التوبة سترجع لي الذنوب مرة ثانية؟
مع العلم أنه في الغالب ذنب واحد الذي أقع فيه.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أولا أن من تاب من ذنب ثم عاد إليه، فإنه لا يؤاخذ إلا بالذنب الذي عاد إليه، ولا يرجع إليه إثم ذنبه الذي تاب منه من قبل.

ثم اعلم أن ترك الصلاة إثم عظيم وذنب كبير، وأنه أكبر من الزنى والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس، وأن صاحبه عرضة لعقاب الله العاجل والآجل، وأنه أخطر وأكبر من الذنب الآخر الذي ترتكبه ويحملك على ترك الصلاة، وانظر الفتوى: 130853.

والواجب عليك أن تتوب توبة نصوحا من جميع الذنوب، من هذا الذي تعود إليه، ومن ترك الصلاة، ومن غير ذلك مما تصر عليه من ذنوبك، وعليك كلما أذنبت أن تتوب، فإذا عدت وأذنبت فتب مرة أخرى، ومهما تكرر منك الذنب فلا تيأس من التوبة، فإن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

واعلم أن الواجب عليك عند الجمهور قضاء الصلوات التي تتعمد تركها، وفي المسألة خلاف أوضحناه في الفتوى: 128781، والاحتياط هو العمل بقول الجمهور، وقضاء تلك الصلوات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني