الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المطلوب إحسان الظن بالله مع العمل الصالح

السؤال

في البداية أنا كنت عاصيا، ومنَّ الله عليَّ بالهداية، لكن لا زالت لديَّ شكوك أنه هداني الله من المعاصي، لكن أشعر أني أريد أن أرجع لها، وتعجبني ذنوبي عند الضعف أحيانا. والموضوع الثاني مرتبط بأني في يوم الحساب (القيامة) سوف أحاسب على ذنوب لم أعلم ما هي مثلا: سوف تأتيني سئيات لا أعلم من أين أتت، وهناك أشياء أفعلها، ولا أعلم عظمتها، فألقى في جهنم، أو تنزل درجتي من الجنة. مثلا كنت في وسط الجنة، لكن بسبب هذه الذنوب أصبحت أسفل الجنة، وهكذا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنصيحتنا لك هي أن تجتهد في طلب العلم، فإنك بطلب العلم النافع تستطيع أن تعلم ما هو ذنب مما ليس كذلك، وتستطيع أن تميز مراتب الذنوب، ومن ثم تتجنبها ما استطعت، وتعلم كذلك قبح الذنوب، فلا تميل إليها بعد توبتك منها، وتعلم كذلك مراتب الطاعات وأولاها بالتقديم والإيثار. فالعلم النافع هو العاصم من حصول ما تخشاه بإذن الله.

وأحسن ظنك بالله تعالى، واعلم أنه لطيف بر رحيم، وأنه لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى، وأن من أقبل عليه بصدق، فإنه سبحانه يتلقاه، ويتوب عليه، ويبدل سيئاته حسنات، فتب إلى الله توبة نصوحا، واستمر في طريق الاستقامة محسنا ظنك بالله تعالى، سائلا إياه من فضله العظيم، عالما أن العمل ما هو إلا سبب لنيل رحمة الله تعالى، وابذل وسعك في تعلم ما يلزمك تعلمه.

وكلما حنت نفسك إلى الذنوب فتذكر قبحها وضررها على العبد في دينه ودنياه؛ لتنفر نفسك منها مجددا. وراجع للفائدة كتاب الداء والدواء لابن القيم -رحمه الله، واصحب أهل الخير الذين يعينونك على طاعة الله تعالى، ويأخذون بيدك وناصيتك إلى مرضاته سبحانه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني