الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توبة من وقع في مقدمات الزنى مع متزوجة

السؤال

وقعت في مقدمات الزنى مع متزوجة منذ خمس سنوات، وتبتُ، وتراودني شكوك بعد التوبة أن زوجها سوف يأخذ حسناتي يوم القيامة، وأن في ذلك مظلمة كبيرة للزوج، وأني سوف أدخل النار، ولا أستطيع ردّ تلك المظلمة، وأكاد أن أجن، فأرجو منكم أن تجيبوني قبل جنوني: هل صحيح أني سأدخل النار إن لم يسامحني زوجها؟ فقد قال لي بعض العلماء ذلك، فلماذا التوبة إذن؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك هو التوبة إلى الله تعالى، وإحسان الظن به؛ فإنه يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات، وهو غافر الذنب، وقابل التوب.

وهذا النوع من الذنوب الغالب أنه لا يتحمل الاستحلال من المظلوم؛ لما في ذلك من الفتنة، والشقاق، ولكن عليك أن تلجأ إلى الله تعالى في إرضاء خصمك، وتعويضه عن هذه المظلمة، قال الغزالي في كتاب: (منهاج العابدين) في بيان كيفية التوبة من الذنوب التي بين العبد وبين الناس: هي أقسام: قد تكون في المال، أو في النفس، أو في العرض، أو في الحرمة، أو الدين ... وأما الحرمة بأن خنته في أهله، أو ولده، أو نحوه، فلا وجه للاستحلال، والإظهار؛ لأنه يولد فتنة، وغيظًا، بل تتضرع إلى الله تعالى ليرضيه عنك، ويجعل له خيرًا كثيرًا في مقابلته، فإن أمنت الفتنة، والهيج ـ وهذا نادر ـ، فتستحل منه. اهـ. وانظر الفتوى: 122218.

وأما القول بأن الزوج إذا لم يسامح، فلا بدّ من دخول النار! فهذا باطل لا يصح.

وغاية الأمر: أن المظلوم لا بدّ من أن يستوفي حقّه يوم القيامة: إما بقصاص الحسنات والسيئات مع الظالم، وإما أن يرضي الله المظلوم يوم القيامة؛ حتى يعفو عمن ظلمه، وراجع تفصيل ذلك في الفتوى: 371116.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني