الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديث: "يا خديجة، كنت فقيرا فأغناني الله بك"

السؤال

ما صحة حديث: "يا خديجة، كنت فقيرًا فأغناني الله بك"؟
بارك الله فيكم، وفي علمكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذا الحديث لا وجود له في شيء من كتب السنة ودواوينها، ولا حتى في الكتب المصنفة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة.

ولا شك أن الله تعالى أغنى رسولَه صلى الله عليه وسلم، كما قال الله تعالى: وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى {الضحى:8}، وقد قال جمع من المفسرين: أغناه بمال خديجة وبالغنائم. كما انتفع صلى الله عليه وسلم بمال أبي بكر -رضي الله عنه-، وقد جاء في الحديث الذي رواه الترمذي، وابن ماجه أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «مَا نَفَعَنِي مَالٌ قَطُّ، مَا نَفَعَنِي مَالُ أَبِي بَكْرٍ» قَالَ: فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ أَنَا وَمَالِي إِلَّا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.

ولكن الحديث المسؤول عنه، لا وجود له فيما نعلم.

ولا يجوز للمسلم أن ينشر شيئًا من الأحاديث إلا بعد التأكد من ثبوت نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم، وليس كل ما يقال: إنه حديث، يبادر إلى نشره من غير تثبت؛ فإنه إن لم يتثبت، ربما نشر حديثًا مكذوبًا؛ فيكون أحد الكذابين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويناله الوعيد المذكور في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ. رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني، وصححه شعيب الأرناؤوط. وفي حديث ابن عباس عند الترمذي، وحسنه: اتَّقُوا الحَدِيثَ عَنِّي إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ، فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني