الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأليف القصص الخيالية والخرافية... رؤية شرعية

السؤال

أريد أن أكتب قصة تحدث في اليابان، لكن لدي مشكلة في تسمية الشخصيات، خوفا من أن تكون هذه أسماء محرمة. فإن الأسماء اليابانية يختلف معناها على حسب الحروف المستعملة. فمثلا اسم هارومي Harumi لو كتب ?? فهو يعني فاكهة ومشمس، ولو كتب ?? فيكون المعنى بحر ومشمس. وحتى يمكن أن نقول إنهما اسمان مختلفان ينطقان بنفس الطريقة فقط.
فهل يجوز أن أوضح في قصتي معنى اسم الشخصية، وأنه ليس من المحاذير الشرعية؟ يعني أوضح بأي حروف كتب؟
وهل يجوز لي تعلم حروف البوشيدو وهي نوعا ما منهج حياة الساموراي، لكن تأثرت بالبوذية، وأريد تعلمها فقط من باب تجنبها في أسماء شخصياتي؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن تأليف القصص الخيالية للحث على الفضائل، والدعوة إلى جميل الشمائل جائز.

قال الهيتمي في التحفة: قول بعض أئمتنا في الحديث الصحيح: «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» وفي رواية: «فإنه كانت فيهم أعاجيب» هذا دال على حل سماع تلك الأعاجيب للفرجة لا للحجة.
ومنه يؤخذ حل سماع الأعاجيب والغرائب من كل ما لا يتيقن كذبه بقصد الفرجة، بل وما يتيقن كذبه لكن قصد به ضرب الأمثال والمواعظ وتعليم نحو الشجاعة على ألسنة آدميين أو حيوانات. اهـ.
ونقله عنه الحصكفي في الدر المختار.
قال ابن عابدين في حاشيته رد المحتار: وذلك كمقامات الحريري، فإن الظاهر أن الحكايات التي فيها عن الحارث بن همام والسروجي لا أصل لها، وإنما أتى بها على هذا السياق العجيب؛ لما لا يخفى على من يطالعها، وهل يدخل في ذلك مثل قصة عنترة والملك الظاهر وغيرهما، لكن هذا الذي ذكره إنما هو عن أصول الشافعية، وأما عندنا فسيأتي في الفروع عن المجتبى أن القصص المكروه أن يحدث الناس بما ليس له أصل معروف من أحاديث الأولين، أو يزيد أو ينقص ليزين به قصصه إلخ. فهل يقال عندنا بجوازه إذا قصد به ضرب الأمثال ونحوها؟ يحرر. اهـ.

وعلق عليه الكتاني في كتابه: التراتيب الإدارية بقوله: ومنه قصص ألف ليلة وليلة، وألف يوم ويوم، فكل ذلك من معنى ما ذكر وأمثاله، مما يقصد به زيادة على تنشيط النفس العلم بمجريات من سبق؛ لأن القصص وإن كانت خرافية، فلا تخلو من إفادة عن حال واضعيها ومدونيها، أو من دوّنت على لسانهم. اهـ.

وراجعي الفتاوى: 108286، 177705 - 139334.

وأما قولك: (فهل يجوز أن أوضح في قصتي معنى اسم الشخصية، وأنه ليس من المحاذير الشرعية؟ يعني أوضح بأي حروف كتب؟ ): فما دام التوضيح هو بيان أن معنى الاسم ليس فيه محذور شرعي، فلا إشكال في هذا التوضيح.

وأما قولك: (وهل يجوز لي تعلم حروف البوشيدو وهي نوعا ما منهج حياة الساموراي، لكن تأثرت بالبوذية، وأريد تعلمها فقط من باب تجنبها في أسماء شخصياتي؟ ): فإن لم يكن في تعلمها ما يؤدي إلى الانحراف والضلال، والتأثر بها فيما يخالف الشرع فلا يظهر مانع من ذلك، وانظري الفتوى: 332632.

ثم إنه يظهر من سؤالك وأسئلتك السابقة أنك تعانين من الوسوسةـ فننصحك بالإعراض عن الوساوس، وترك التشاغل بها.

وراجعي في علاج الوسوسة الفتوى: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني