الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حصول استباحة مكة تاريخيا

السؤال

هل سبب عدم استحلال مكة المكرمة قديمًا، هو موقعها، وحماية الله تعالى لها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكون مكة لم تستبح قط خطأ مجانف للتاريخ، فمكة قد استباحها جملة من الظلمة الفجار، فقد اسبتاح أهل الشام الحرم حين غزوه في زمن يزيد بن معاوية، ومن أشهر الوقائع في استباحة الحرم وقعة القرامطة، فقد قتلوا من المسلمين في المطاف من لا يحصى كثرةً، وقلعوا الحجر الأسود، وحولوه إلى بلادهم، ثم أعادوه بعد مدة طويلة.

وأما أمن البيت الحرام الوارد في النصوص فمعناه: أن هذا هو الغالب الذي تعرف به حال مكة، وتتميز به على سائر البلدان، ولا يمنع أن يتخلل ذلك أوقات من الخوف، تكون قليلة وعارضة، فلا تدوم ولا تستمر، ولا تطول ولا تستقر، بل تكون بمثابة الاستثناء من القاعدة - لحكمة يعلمها الله - ثم تعود كما كانت. أو يكون المراد هو الأمن في الأحكام الشرعية الدينية لا في الأحكام القدرية الكونية، وانظري بيان هذا في الفتويين: 412387، 6164.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني