الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إغراق النفس في الخيالات التافهة مذموم عند العقلاء

السؤال

أنا كثير السرحان جدًّا، وعادة ما يذهب خيالي إلى خيالات البطولة، ويستمرّ فيها وقتًا طويلًا، قد يصل لساعات، كأن أتخيل نفسي مصدر إعجاب بناتٍ في المدرسة، أو أني لاعب كرة مشهور، أو أني الرئيس المنقذ الذي يعيد توحيد العرب مرة أخرى، وأشياء أخرى، لا تمتّ للواقع بصلة.
وهذه الخيالات هي مصدر نشوة بالنسبة لي، وتأتيني تلقائيًّا بمجرد أن أسرح قليلًا، وأحيانًا أسترخي، وحينها أكون على يقين أن هذه الخيالات حتمًا سيذهب عقلي إليها، فما حكم هذه الخيالات؟ وهل هذا من حديث النفس، أم إنه رياء، أم هو شيء آخر؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن ما كان من الخيالات عارضًا يمرّ بالقلب دون استجلاب، ولا يستقرّ فيه، فهو من حديث النفس الذي لا يؤاخذ به المسلم.

وأما استجلاب الخيالات، وإقرارها بالقلب، والتلذذ بها:

فإن كانت خيالات بأمر محرم -كتفكّر في محاسن أجنبية، أو التفكّر في عيب مسلم-، فهي محرمة، وإلا فلا، وانظر تفصيل هذا في الفتاوى: 98438، 247288، 111167.

ولا يظهر مما ذكرته في سؤالك تخيل لمحرمات في الشرع، لكن إغراق النفس في الخيالات التافهة مذموم عند العقلاء.

ومن شأن المسلم العناية بحراسة قلبه عن الإغراق في الخيالات الباطلة، التي لا تعود عليه بالنفع في معاشه، أو معاده، كما بيناه في الفتوى: 412225.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني