الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الربح من خلال تصفّح الإعلانات وجلب المشتركين والمسابقات

السؤال

ما حكم الربح من النت؟ والربح عبارة عن مواقع، وتطبيقات، وبرامج على الهاتف، ويوجد بها إعلانات، وفيديوهات، وقراءة أخبار، ومسابقات مجانية، وعند الضغط عليها أجمع نقاطًا، والنقاط تتحول إلى أموال، وعند الإجابة عن الأسئلة في المسابقات أجمع أموالًا أيضًا. وإذا دعوت أصدقاء للاشتراك في هذه البرامج والمواقع، فأحصل على نقاط إضافية، ولا أدفع أي أموال غير تكلفة الدخول على النت فقط، والحصول على الأموال، وبعد تجميع نقاط معينة، أو مبلغ معين تتحول إلى موقع بنك إلكتروني اسمه: باي بال، ويتم سحبها بفيزا من أي بنك، أو يتم تحويلها إلى محفظة فودافون نقدًا، أو يتم تحويلها كرصيد لأية شبكة اتصالات على الهاتف، فهل الاشتراك والحصول على هذه الأموال بهذه الطريقة حلال أو حرام؟ وهل يجوز أن أتصدق بجزء منها في حالة الحصول عليها؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأرباح الحاصلة من خلال مواقع الإنترنت وتطبيقات الجوال؛ قد تكون حلالاً، وقد تكون حرامًا، حسب انضباط المعاملة بالضوابط الشرعية، وخلوها من المحرمات، أو الإعانة عليها.

فالربح من تصفّح المواقع على الإنترنت؛ مباح، إذا كانت الإعلانات ومقاطع الفيديو ونحوها مباحة لا تشتمل على محرم، وانظر الفتوى: 376330.

والعمولة على جلب مشتركين لهذه البرامج، وكذلك المسابقات النافعة التي لا تشتمل على محرم، يجوز الربح منها، بشرط ألا يدفع المشترك شيئًا من المال فيها، وراجع الفتوى: 32493، والفتوى: 192603.

وتحويل الأموال عن طريق موقع باي بال؛ جائز، وراجع الفتوى: 126598.

وحيث كان الربح حلالًا، جاز الانتفاع به، والتصدق به.

وحيث كان حرامًا، فلا يجوز أخذه، ولا التصدق به؛ فإن الله نهانا عن أكل المال بالباطل، وهو سبحانه لا يقبل الصدقة من حرام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا. رواه مسلم.

وتراجع الفتوى: 129177 لبيان ما يفعله بالمال الحرام من وقع في يده.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني