الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة للمبتلى بتوقّع الأمور السيئة

السؤال

كنت أتوقع السوء دائمًا، وكانت الأمور تسير على ما يرام، وفي مرة سمعت أحد الشيوخ يقول: إن هذا سوء ظن بالله، وإنه ينبغي عليّ إحسان الظن، فاتخدت قرارًا بإحسان الظن بالله في الأمور القادمة، ولكن نتائج هذا القرار كانت كارثية، حيث أدّيت أسوأ أداء لي في الامتحانات على مدى كل الأعوام الماضية، رغم أن هذه هي السنة الوحيدة التي ذاكرت فيها، وليست أصعب من سابقاتها، وانتهى الأمر بموت والدي فجأة، والذي لم يكن يعاني من أي مرض، ويتمتع بصحة عالية، بالإضافة لكونه صغير السن، وهذه الحوادث المتتالية جعلتني شديد التوقع لكل سوء، ولا أستطيع منع هذا الشعور؛ كونه الآن أصبح مرتبطًا بوقائع؛ مما جعل حياتي كلها متوقفة؛ لكوني زاهدًا في الدنيا منذ سنين، ولا أملك أي دوافع للعمل، ولديّ اعتقاد أنني مهما فعلت فلن يحدث لي خير في الدنيا، وأن المعاناة محتومة على البشر كلهم، فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فعليك أن تستسلم لحكم الله تعالى، عالمًا أن اختيار الله لك خير من اختيارك لنفسك، وأن تدبيره سبحانه لك خير من تدبيرك لنفسك، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.

فخذ بالأسباب الجالبة للتوفيق، وصلاح الحال، مستعينًا بالله تعالى، محسنًا ظنك به، عالمًا أنه لا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا يدفع السيئات إلا هو.

وتفاءل بالخير، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل.

فإذا أصابتك نقمة، أو بلية، فالبس لها درع الصبر، وتلقها بتسليم، وإنابة إلى الله تعالى.

واعلم أن ما يقدره الله للمؤمن كله خير، وأنت مأجور على كل حال: فإن كانت نعمة، فشكرت، فأنت مأجور، وإن كانت مصيبة، فصبرت، فأنت مأجور.

وسل الله أن يرزقك قلبًا سليمًا مخبتًا منيبًا إليه، مستسلمًا لحكمه وقضائه وقدره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني