الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوال العقل بسبب تناول المسكر ناقض للوضوء

السؤال

هل شرب الخمر ناقض للوضوء؟ فلو سكر وذهب عقله، ثم أفاق وأراد أن يصلي، فهل يجب عليه الوضوء أم لا؟ وأنا شخصيًّا أعتقد أن حكمها يقاس على النوم؛ حيث إن النوم ناقض للوضوء؛ لأن الإنسان لا يعي ما يفعل، وأريد التأكد من اجتهادي، وأرجو التوضيح من حضراتكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن زوال العقل بسبب تناول مسكر ناقض للوضوء بإجماع أهل العلم, فهو أبلغ من النوم في هذا الجانب, وإن كانا يشتركان في إذهاب العقل؛ فإن انتقاض الوضوء بالنوم محل خلاف بين أهل العلم، قال ابن قدامة في المغني: زوالُ العقل على ضربين: نوم، وغيره:

فأما غير النوم، وهو الجنون، والإغماء، والسكر، وما أشبهه من الأدوية المزيلة للعقل، فينقض الوضوء يسيره وكثيره إجماعًا، قال ابن المنذر: أجمع العلماء على وجوب الوضوء على المغمى عليه؛ ولأن هؤلاء حسهم أبعد من حس النائم، بدليل أنهم لا ينتبهون بالانتباه، ففي إيجاب الوضوء على النائم تنبيه على وجوبه بما هو آكد منه.

الضرب الثاني: النوم، وهو ناقض للوضوء في الجملة في قول عامة أهل العلم، إلا ما حكي عن أبي موسى الأشعري، وأبي مجلز، وحميد الأعرج، أنه لا ينقض. وعن سعيد بن المسيب، أنه كان ينام مرارًا مضطجعًا ينتظر الصلاة، ثم يصلي ولا يعيد الوضوء. ولعلهم ذهبوا إلى أن النوم ليس بحدث في نفسه، والحدث مشكوك فيه، فلا يزول عن اليقين بالشك. إلى آخر كلامه.

ولا شك في حرمة تناول ما يذهب العقل من أي نوع كان, وراجع المزيد في الفتوى: 328864.

وينبغي للمسلم ألا يتكلم في شرع الله تعالى إلا بعلم, فقد ثبت التحذير من القول على الله تعالى بغير علم. وانظر المزيد عن هذه المسالة في الفتوى: 288106.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني