الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصفرة بعد الحيض إذا استمرت طيلة الشهر عند المالكية

السؤال

سمعت أن الصفرة التي تأتي بعد الدم مباشرة عند المالكية تابعة للحيض، ولكن هذه الصفرة تمتد طوال الشهر، وأحيانًا تكون مع سائل أبيض لزج، مع العلم أني لم أكن أنتبه لها من قبل، وأغتسل ببعد انقطاع الدم فقط، فماذا أفعل؟ وكيف أعرف أيام دورتي؟ وماذا أصنع في الصلوات والصيام في الوقت الذي لم أكن أنتبه لهذه الصفرة؟ أرجو الإجابة على المذهب المالكي -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالصفرة حيض عند المالكية، وإن كانت مستمرة طيلة الشهر، فإنك تعملين بعادتك السابقة، فتجلسينها، وما زاد عليها يكون استحاضة.

وفي ذلك خلاف لفقهاء المالكية، وما ذكرناه هو المقدم، وهو الموافق لمذهب الحنابلة، قال الشيخ عليش: (وَ)إنْ تَمَيَّزَ الدَّمُ عَنْ دَمِ الِاسْتِحَاضَةِ بِشَيْءٍ مِمَّا تَقَدَّمَ، وَحُكِمَ بِأَنَّهُ حَيْضٌ وَدَمٌ حَتَّى تَمَّتْ عَادَتُهَا وَزَادَ عَلَيْهَا وَتَغَيَّرَ عَنْ صِفَةِ دَمِ الْحَيْضِ إلَى صِفَةِ دَمِ الِاسْتِحَاضَةِ، فَقَالَ الْإِمَامُ مَالِكٌ، وَابْنُ الْقَاسِمِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: تَغْتَسِلُ بِمُجَرَّدِ تَمَامِ أَيَّامِ عَادَتِهَا وَ(لَا تَسْتَظْهِرُ) عَلَيْهَا؛ إذْ لَا فَائِدَةَ فِيهِ؛ لِأَنَّهُ طَلَبٌ مِنْ غَيْرِ الْمُسْتَحَاضَةِ لِرَجَاءِ انْقِطَاعِ دَمِهَا، وَالْمُسْتَحَاضَةُ قَدْ غَلَبَ عَلَى الظَّنِّ عَدَمُ انْقِطَاعِ دَمِهَا. وَقَالَ ابْنُ الْمَاجِشُونِ: تَسْتَظْهِرُ عَلَى أَطْوَلِ عَادَتِهَا مَا لَمْ تُجَاوِزْهُ، فَإِنْ اسْتَمَرَّ بِصِفَةِ الْحَيْضِ، فَتَسْتَظْهِرُ عِنْدَ الْإِمَامِ، وَابْنِ الْقَاسِمِ أَيْضًا. هَذَا هُوَ الْمُعْتَمَدُ. وَقِيلَ: لَا تَسْتَظْهِرُ عِنْدَهُمَا مُطْلَقًا. وَصِلَةُ "لَا تَسْتَظْهِرُ" (عَلَى) الْقَوْلِ (الْأَصَحِّ) أَيْ: الَّذِي صَحَّحَهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ غَيْرُ الْأَرْبَعَةِ مِنْ قَوْلَيْ مَالِكٍ، وَابْنِ الْمَاجِشُونِ" - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-. انتهى.

وبه تعلمين أنك عند المالكية تجلسين عادتك قبل أن تستحاضي، وتعدين ما زاد عليها استحاضة، فتغتسلين بعد انقطاع الحيض، وتصومين، وتصلين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني